الزاوية الكركرية بغانا ومواكبة أعمال بناء مؤسسة نشر العلم و محاربة الهدر المدرسي
حدّث سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه بما صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال ” مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهً بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنّة ”
فتّق المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم ينابيع معرفة الله عزّ وجلّ فأجلى بجمعية رحمته في العالمين طريق السّير في رياض أوديتها، ودلّ من خلال سُبُلها على العلم الموصل إلى الغاية من إيجادها ، فكانت بذلك العبادة في الدّين سلوكا علميّا وعرفانيّا منتهاه تنزيه الحقّ ومقتضاه العلم به تخلّقا بالأسماء الحسنى وتعلقّا بالوسيلة العظمى.
ومن حيث أنّ المتأمّل في رياض الآي القرآني يجد أقوم الحلول لعارض الحوادث والأزمات الكونية فإنّ المستبصر يشهد معينها الأوّل الذي كان ولا يزال قوله سبحانه وتعالى في محكم الذّكر ” إقرأ ” التي رُفِع بسلطان قدرها شأن الممثل بأمرها من أسفل سافلين ، جهلاً لعواقب الحظ السقيم إلى مراقي خيريّة أحسن تقويم، فشجع الشّرع الحنيف على مدراسة العلم وطلب أوجهه وخوض دروبه ، فكًّا لمعاني غايته الإيجادية وتطلّعا لتحسين صور الأشكال الوجوديّة ،وأثاب الأجر الوفير تنشيطا للهمم حتّى جعل مستقرّه التشريعي فريضة على كل مسلم ومسلمة ،الشيء الذي أثمر عصور مدارس الإبداع والازدهار المتنوّع في سابق أوج طلب العلم في العالم الإسلامي .
على مثل هذه المعاني لازالت الزاوية الكركرية بجمهورية غانا عند قرية NANANKOR مستمرة بمريديها في أشغال تشييد المؤسسة التعليمية والتي تحوي ثلاث مستويات دراسية مساهمة بهذا في نشر العلم ومتحريّة لضمان استمرارية الدراسة النظامية وخاصة للفئات العمرية الصغرى ومنها الفتيات المنقطعات عنها لمشقة البعد وأخطار الطريق ، وإيمانا منها على دور المؤسسات في بناء الأمّة المعوّل عليها وصناعة الأجيال المنتجة ومحاربة أشكال الهدر المدرسي الذي يفصل المجتمع بأبنائه عن حقيقة نفسه وقيمة أهدافه.
هكذا لاتزال مجهودات البناء متواصلة تلوح أهدافها التنموية مع الأفق فتزداد معها الإرادة في الكدّ والإحسان في العمل مع الجدّ، فمنذ شهر من وضع حجر أساس المشروع وإعلان افتتاحه وسط حشد أهالي القرية وكبار مسؤوليها لم تقف عجلات السعي في إتمام مظهر طلب الرقيّ الحضاري ، ليكون درسًا عمليّا يسري من خلاله مريدو حضرة مولانا الشيخ سيدي محمد فوزي الكركري قدّس اللّه سرّه في معاني عبادة التنمية الدّينيّة والاستصلاح التربوي انطلاقا من الهدي النبوي وقبسا عرفانيا يقتفي أثر حينه السالكون ذوقية الوطنيّة ببذل قيمتها وينشدون ألحان المحبّة بنشرهم عبق تحقيق المنفعة المشتركة بالتضحية والاجتهاد ، حتى تقوم للجيل الصاّعد همم التفعيل عن حاصل اقتداء وتتسلسل بالسند رحلة التعمير والبناء.
مبادرة ستعرف الظهور خلال وقت وجيز ليتم تدشينها بأوّل دروس محو الأميّة لفائدة كبار السنّ مع دروس الدّعم والتقوية وورشات التدريب خلال فترة الصيف لفائدة الأطفال في انتظار حلول موسم الدراسة للعام المقبل تحت شعار ” إقرأ وارتق ”.
0 1٬119 2 دقائق