الزاوية الكركرية بالكامرون واستقبالها نفحات رجب بكشف الكرب
يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم (أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ ، تَكشِفُ عنه كُربةً ، أو تقضِي عنه دَيْنًا ، أو تَطرُدُ عنه جوعًا ، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا )
أخصبت الحنيفية السمحة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وآله وسلّم جنات مختلف ألوانها من الخير والعمل به والدعوة إليه ، فجعل شامتها التي تتميز في سمتها ووسمها تعدّي نفعها وثمرة سعدها إلى الغير، فالمؤمن الذي تذوّق في قلبه حلاوة نور التعرّف إلى الله لا يهنأ له بال أو يقر له حال إلا مع السعي بما آتاه الله من علم وقدرة ووقت ورزق لهداية نفسه إلى الحق عن طريق بذل وسعه في إخراج مرآة محيطه من ظلمات المعيشة التي أريها قلبه فاستقبحها إلى نور الحياة التي أورثها عن رحمة الله في العالمين.
هكذا لازال مريدو الطريقة الكركرية يسلكون في حياتهم ما وسع وعاؤهم الحضور بنفس المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم على أثر السير الذي أصّله الشيخ الدال على الله مولانا المربّي سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه وببركة نوره المسند الذي استودعته جذر القلوب ،حيث ينهلون فن إدخال السرور على القلوب بالبذل والعطاء والذي يعد وارده تجلي عظمة اقتفاء الرحمة المهداة بالسعادة والانشراح والاطمئنان.
فبعدما توالت مبادرات الاستصلاح والتنمية في مختلف المجالات بدول إفريقية والتي يسعى فيها فقراء الزاوية الكركرية إلى تفعيل الخير وإحياء الرّحم ونشر المحبة والأمل وتقوية أواصر الأخوة والسلام والتوعية، قام مريدون في غيرها بمساهمات من نوع آخر تشمل أولويات المناطق وتسد حاجيات محيطهم الاجتماعي .
ومع أوائل هذا الشهر، تقدم مريدو الزاوية الكركرية بجمهورية الكامرون بعد دورة إحسانية شملت عدة مجالات ورجوعا إلى نقطة البدء ،بتفعيل مبادرة خيرية إنسانية ، عنت بيتامى قرية FOUMBOT حيث ملجأ DARUL MUSSAF الذي يضم أكثر من مائة وثلاثة وتسعين يتيما يعيشون في ظروف قهرية صعبة ، يفتقرون فيها إلى آليات الاعتناء بالصحة، وعليه قامت الزاوية الكركرية عن طريق مريديها في المنطقة بتنظيم يوم الاهتمام باليتيم تم فيه توزيع حاجيات الطعام والملبس مع مقتنيات الرعاية الجسمية من مجزات الشعر ومواد الحفاظ على الأسنان إضافة إلى اللعب وغير ذلك مما أوسع الأطفال فرحا وسرورا وأضفى على المنطقة جوّا من السعادة ، غمرت الساكنة بلطيف البشارة ،لاسيما مشاركة الفقراء واهتمامهم بخدمة اليتامى وتوخي إدخال البهجة على قلوبهم قبل محياهم.
مبادرة رسمت أثر السلوك في حياة الفقراء على وجوه ساكنة قرية FOUMBOT حيث أعربوا في شكرهم و تقديرهم لمولانا شيخ الزاوية الكركرية سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه على عظيم الحفاوة ومبلغ الرحمة التي همّت جوانب المكان والذي ورّثه في سير مريديه بالتربية الدينية السمحة المنهج السلوكي القويم المترجم سنّة الرحمة المرسلة إلى أفعال يتفيأ ظلالها العالمون لتكون نفسا حيّا يدعٍوا إليه بكلّية الجوارح والجنان بما استودعته تجليات أنواره في خزائن بيوت الجنان ومنابر ألسن البيان.
