قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم “أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا”.
حَثًّ الإسلام على مكارم الأخلاق ومحاسن المعاملات فكانت دعوة شريعته محجّة للمسارعين في الخيرات وحجّة للخلق فيما بينهم من الحقوق والواجبات ،وحيث أن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بعث رحمة للعالمين فقد اهتم بالمثل العليا وأسمى مواقف التضامن والمعونة في حق المستضعفين حتى خصّص الرعاية المستفيضة الشاملة لليتامى وأوجب نصرة حياطهم والمنافحة عنهم، فحرّج حقوقهم وضمن أجر المستبقين إلى المعتنين بشؤونهم المتكفّلين بحظوظهم وموارد طيّب حياتهم.
ومن إجلال أمر الله فيما دعا المؤمنين إليه من إكرام اليتيم ،تعليمهم والسعي في شق طريق العلم والمعرفة حتى تثبت فيه أقدامهم وترسخ على مبادئ طلبه هممهم ، إذ أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة وحملهم عليه بالحسنى وقيم المحبة من لين ولطف وتفخيم وتشوّف للمطامح العليا من أوجب أبواب الأدب وأصول التربية المحمّدية.
هكذا سارع مريدو الزاوية الكركرية في جمهورية مدغشقر مع أول أيام الاستعداد للدخول المدرسي لموسم 2021/2022 إلى اقتناء لوازم و أدوات الدراسة لفائدة يتامى دار الكفالة FANANTENANA التابعة للزاوية الكركرية والتي مقرها بمدينة TULEAR جنوب البلاد.
مساهمة أقيم لها محفل بأرجاء مؤسسة اليتامى في جوّ من السّعادة فرحا بالتحاق الأطفال إناثا وذكورا بالمدرسة النظامية في أقسام السلك الأول من التعليم الابتدائي وتشجيعا الأكبر منهم سنّا في مسايرة مثابرتهم على نفس الوتيرة في تحصيل الأدب والعلم واكتشاف الكون من خلال مداد القلم وألوان إلقاء المعلمين والأساتذة السّاهرين على فرز التجربة الموثقة والمعرفة الدقيقة ودمجها في قالب هدفه الترقّي بالفكر والحسّ والخلق الإنساني.
غمرة من الفرح ملئ أجواء FANANTENANA كذا المدرسة النظامية بأطرها وأساتذتها لتمكّن هذا العدد الكبير من الأطفال وفي هذه الظرفية من الأزمة العالمية على تجاوز الإكراهات ومجارات طريق الريادة والتنوير،ليكون إجابة يقين عن مدى فسحة هذا الدّين واتساع آفاق خيره الذي عمّ العالمين والذي حبّب العودة إلى التشبث بأحكامه السامية والتسابق على خيرات نوافله الوافية تلكم الحقائق العرفانية السارية والأخلاق المحمدية العيانيّة التي خالطتها قلوب مريدي حضرة الشيخ سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه في صحبتهم له وأخذهم عنه ، فكانت دليل همّته في نشر أودية المحبّة والنداء بها علما وعملا في الخلق أجمعين.
مبادرة حرص الأطفال واليافعون المستفيدون على استخلاص حقّها بحسن التمثل لأدبيات التعليم والانخراط محبّة وشغفا في مسار الوعي ،استنقاذا للنفس من الجهل وتوكّلا على الحقّ أملا في نفع البلاد والعباد.