مدغشقر Madagascar

نفحات الرحمة والقبول في مبادرات فقراء الطريقة الكركرية بمدغشقر وما فيها من أصول

نفحات الرحمة والقبول في مبادرات فقراء الطريقة الكركرية بمدغشقر وما فيها من أصول

يقول الله تعالى ” وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا” 8 الإنسان

وروي أنَّ سيدنا أبا الدَّرداءِ كتب إلى سيدنا سلمانَ الفارسي رضي الله عنهما يا أخي أدنِ اليتيمَ وامسحْ برأسِه وأطعِمْه من طعامِك فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول وأتاه رجلٌ يشكو إليه قسوةَ القلبِ فقال صلى الله عليه وسلم ” أَدنِ اليتيمَ وامسحْ برأسِه وأطعِمْه طعامَك يلِنْ قلبُك وتقدرْ على حاجتِك ”

مع دخول شهر ربيع الأنوار وحلول ذكرى مولد سيد الأنبياء وزين المرسلين سيدنا محمد نور الأنوار عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ،تقدم مريدو الزاوية الكركرية بمدغشقر في مدينة Tuléar احتفالا بذكرى منبع الخير ومظهر الرحمة الربانية في العالمين بمبادرة إدخال السرور وأجواء الفرح والعيد على اليتيم وردّه سعيد ويتعلق الأمر بالطفلة ساروبيدي ذات الثماني سنوات حيث تُكُفِّلَ بأداء رسوم أول عام تمدرسها و سدّ تكاليف اللوازم المدرسية وكذا شراء الملابس الجديدة كما مكنت من الاندماج في ملجأ Fanantenana للأيتام والأطفال في وضعية صعبة والذي يعني اسمها بالملغاشية ” الأمل”.

نفيد عِلْما أن الطفلة ساروبيدي قد فقدت والدتها منذ خمس سنوات وقبيل ثلاث أسابيع توفي والدها رحمهما الله حيث تكفلت بها تنسيقا مع الزاوية الكركرية بالعروي إحدى مريدات الطريقة  والتي تدعى السيدة ”Mariane Mohamed ” ، لنشهد من خلال هذه المبادرة تآلف المريدين وتآزرهم على خلق نموذج الرعاية الاجتماعية والتضامن التكافلي الذي يغطي فيه الجماعة حاجيات الفرد ويسدّ فيهم الأخ رغبة أخيه إحقاقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ”المؤمِنُ مِرآةُ المؤمِنِ ، والمؤمِنُ أخُو المؤمِنِ ، يَكُفُّ عليه ضَيْعَتَهُ و يَحوطُهُ من ورَائِهِ” .
مبادرة انسانية ذات طابع معرفي وثقافي أتت كبصمة أمل وخطوة من خطوات نشر العلم والتحفيز على التمدرس ومحاربة الأمية والهدر المدرسي ،ومساهمة في رفع همّة الأمّة لأجل إحياء أولى أمرية الوحي القرآني ” إقرأ ”، الشيء الذي كانت له ردة فرح وسرور انهالت به دموع المريدين فرحا للطفلة وإشفاقا من حق اليتيم والجاهل وذي الحاجة.
تأتي هذه المبادرة سيرا على خطى مثيلاتها إرساءا لقاعدة تعظيم قدر العلم والتعلم لمكانتهما من الدين وخصوصا إذا ما كان قطب رحاهما الأدب والتربية الصحيحة فكرًا ومنهجا وسلوكا ، الأمر الذي يشهد جل أهالي مدينة Tuléar به لفقراء الزاوية الكركرية الملغاشيين والذي صار يعد انتماؤهم لها مفخرة تكليف يتزكى فيها المريد بالذكر والعمل سيرا والمذاكرة والفهم ذوقا بنور التشريف.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى