الطريقة الكركرية بالفلبين وتربية المريدين على خدمة كليات الدّين
يقول الله تعالى في محكم كتابه (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ)ابراهيم33 .
جاءت الرسالة السماوية بمسمى الإسلام على اختلاف مناهج الشرائع المنزّلة لتحتضن المسائل العارضة في الحياة على وجه البسيطة بمختلف أشكالها ومراتب تنوعاتها بغرض تحقيق فطرة الوجودية والإبقاء على غاية المحبة ونشر السلام ،فجعلت آلة المعرفة محرك انشقاق العلوم والرحمة شعار وسيلتها في تقويم مسار الإصلاح والتنمية والتطور والإبداع، ليتم الرجوع بذلكم المظهر الإنساني إلى أحسن التقويم من خلال تنقله عبر محطات التعرف بمراتب صور التسخير المنبئ عن مدد الاستخلاف في هذا النسيج الكوني.
هكذا عكس الوحي إيجابية حمايته نواميس البيئة وأروى ساحة المحافظة على مواردها الطبيعية بحمولة قوانينه الرادعة للمعتدي والمؤدبة للمستفي والمكافئة للمقتدي الذي أحسن تسخيرها منفعة وكان لدرك معاني تطويعها مهتدي.
تبعا لهذا لازالت مبادرات فقراء الزاوية الكركرية بجمهورية الفلبين تتوالى في ربوع قرى مدنها لما حصل من الدّاعي التربويّ المتلقى عن حضرة مولانا الشيخ المربي سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه سيرا روحيا بالذكر وسلوكا بدنيا بحقيقة المذاكرة وتأصيله بين بحريهما لبرزخ خصائص تميّز الخدمة الإنسانية الفطرية المستقاة من عين حضرة المصطفى صل الله عليه وآله وسلم ،المبينة على أسس الاستمرارية والتنوع والشمولية والخلوص من الأذى مع قوة الحافز وثبوت النية.
فبعد الأعمال التطوعية الخيرية التي همّت لتلبية حاجيات مدار الجوانب الاساسية للحياة الاجتماعية في جمهورية الفلبين ، والتي رفعت من مستوى الوعي البيئي و العزم التنموي في الأوساط المحيطة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ، كان لمريدي الزاوية الكركرية موعد تنموي مشهود في قرية BADAK التابعة لمدينة Maguindanao حيث تم توزيع الحصة الأولى من ألواح الطاقة الشمسية والأجزاء التابعة لها المستخلصة للكهرباء، كدفعة أولية على العائلات المعوزة إلى أن تعم الاستفادة سائر القرية .
مبادرة تنموية بيئية حافلة عجّ لها أهالي القرية فرحا وسرورا كأول مساهمة سيتوالى عنها المزيد من محطات الإصلاح الأولي وتحقيق المنفعة الذاتية في المنطقة كباقي القرى التي أثمرت عنها جهود مريدي الزاوية الكركرية الخير الكثير على المستوى الاجتماعي الأخلاقي والتنموي والاقتصادي ،الأمر الذي سيمكن الساكنة من الاستفادة في المنازل من الإنارة مع ما سيسمح من فتح موارد الدخل عند الأسر باستخدام أجهزة تربية الكتاكيت والدواجن وتشغيل آليات صدّ هجمات الزواحف .
مبادرة سابقة تأثر لها الأهالي بناتج تربية الشيخ مولانا سيدي محمد فوزي الكركري قدس الله سرّه لمريديه أبناء جمهورية الفلبين والذين أعرب لهم في رسالة شكر وتقدير مرفوعة إلى الشيخ قدس الله سره عن مدى إيجابية السلوك العرفاني في تحقيق المنفعة المنشودة وخدمة الصالح العام مع القيام بحق العجزة ومستضعفي الأمة ، الشيء الذي يعكس رحمة الإسلام و شموليته في الاحتواء بالمحبة والإخاء.