يقول الله جلّ وعزّ ” وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ المَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرْ” القمر28
جعل الله تعالى الماء حياة البسيطة ومادّتها التي بها قوام الأشياء واستمرارية نظامها في الخلق، فأسّس للمحافظة عليه أحكاما تشريعية وشجّع على توفير موارده واستثمارها لصالح الإنسانية ،إلى أن جعل أعظم الصدقة وأعجبها سقيا الماء فعمّم مجالات بذلها لتشمل العجماوات وكل الكائنات الحية.
نعم ، إنها الشريعة الإسلامية التي جعلت للماء تلكم المكانة العظيمة من الدين سواء منها كوسيلة لتفعيل الإعمار وتعميم الاستقرار وبناء الحضارة وخلق بؤر التنمية بجميع مكوناتها ، أو كجوهر مقدّس له حقائقه التي لا تنفكّ والشعائر الدينية ، ليكون الماء حبل الوصل ورابط تقوية صلة الإنسان بطينية عالمه الأرضي وبين سبيل مراقي الطهارة الروحية.
وليس ببعيد على افتتاح قرية Muhammad laique Babar بجمهورية باكستان بئر الماء الصالح للشرب ، قامت اليوم الزاوية الكركرية بجمهورية الهند في سعي حثيث من مريديها إلى التسابق لفعل الخيرات ونشر القيم التضامنية من خلال نفحات الأخلاق المحمدية وسريانها في ميادين الأعمال السلوكية والأفعال التعبّدية التي ترقى بمستوى البعد الإنساني وحقوقه الكونية، حيث افتتحت اليوم بئر ماء آخر صالح للشرب بإحدى القرى النائية البنغالية الواقعة في بلدية ISLAMPUR بعد معاناة نساء القرية من مشاق قطع مسافات الحصول عليه ومجارات ما يتعرّضن له من مخاطر الطريق وآفاتها ، ليكون هذا الافتتاح محفل سعادة وبشرى يسر ورحمة.
مساهمة لمريدي الزاوية الكركرية في بذل الجهد وإنفاذ رحمة الله في الخلق بسريان مجدّد التصوف مولانا الشيخ المربّي سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه وتربيته القائمة على الاتباع للهدي المحمدي على بصيرة ، والذي طار صيت أصول طريقته بهمّته فظهرت ثمارها في مريديه عند أقطار الأرض ليكون عنوانا يفتخر للانتساب إلى ظل أحرفه القاسي والدّاني ويتسارع إلى أخذ مسلكه من ذاق لبن العلم ولامس أثر العمل.