الزاوية الكركرية بجمهورية الطوغو و دورها في إحياء معالم النهضة و إنعاش مجال البيئة الصحية
شهدت مدينة ASSAHOUN الواقعة جنوب جمهورية الطوغو حدثا مهمّا للقرية والضواحي المجاورة،حيث افتتحت الزاوية الكركرية مشروع انطلاق أشغال بناء مستشفى محلي سيمكّن ساكنة المنطقة ومن حولهم الاستفادة من الخدمات الطبّية سواء منها ما تعلّق بالوقاية الصحّية والتلقيح أو العلاج وتحصيل الأدوية كذا التوليد والمتابعة ورعاية المولود. كما أنّ اختيار المكان النموذجي خلق جوّا من الفرح والسعادة لدى الأهالي حيث سيرفع عنهم مشقة قطع المسافات الطويلة وتكاليف السفر للمدينة لأجل هذا النوع من الخدمات الصحية.
يشمل هذا المستشفى الخيري تخصّصات رئيسية تلبّي جوهر الحاجيات الاستشفائية للساكنة حيث يضم قاعات متخصّصة منها أجنحة الولادة وما قبل الولادة والتوليد وقاعات العلاجات الجراحية وخلية التلقيح وقاعة الاستشارات الطبية وأخرى للمعاينة كما يضم صيدلية ومخزن الأدوية والمستلزمات الطبية ، زيادة على أروقة الاستراحة والهدوء النفسي.
انطلقت همّة مريدي الزاوية الكركرية بجمهورية الطوغو في هذا المسار التنموي تشبّعا منهم بجوهر قيم الطريقة الكركرية السلوكية وسعيها في إصلاح بواطن النّفس وتزكيتها إلى أن تندمج في محور استصلاح مكامن إفسادها الظاهري و إيمانا منهم بدور الإرشاد الديني والتربية الروحية المستمدة من مشكاة الهدي النبوي في بناء أسس الحضارة الإنسانية وتعزيز منظومة قيمها الأخلاقية والسلوكية ترقيّا بها في سلّم الاكتفاء الاجتماعي وسيرا في خطّ الازدهار الذي يضمن امتداده جودة الإحاطة بالكليات الخمس ”حفظ النفس التي هي قوام الحياة الطيبة.
أثمرت هذه الخطوة الاستباقية في هذا القطر من القارّة الإفريقية تماشيا مع الإرادة السّامية في التنمية الإفريقية والتي تأتي كاستجابة فعلية إلى نداء الهدي النبوي وتحقيقا ذوقيّا لسريان رحمة الله في العالمين ، يفهم عنه السّائرون في طريق الله معاني السنّة ومرامي رحمتها الكونية ويتحسّسون أثر الآي القرآني وحكمته تخلّقا وتحققا حتّى يطمئن الفرد إلى مراد الله من الإعمار ونشر السّلم وتعريف المحبّة وينصرف عن مطامع النفس عروجا إلى مدارج القدس.
وحيث إنّ التاريخ البشري يشهد بتوخّي الحضارة الإسلامية بناء المستشفيات في أنفع المواقع المدنية وأفضل الأماكن البيئية وأبعدها عن أسباب التلوث فإنّ أصل هذا الاقتداء نابع عن سنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم في نصبه أول خيمة استشفائية في مسجده النبوي الشريف ،مركز المدينة المنورّة والتي عرفت بخيمة الصحابية رفيدة، الأمر الذي تناقله النموذج التربوي في الطريقة الكركرية ليكون وصل إحياء لمعاني التنمية البشرية وجوهرها المتفرّد في معنى العبادة وتوثيقا عمليّا لجلال قدرها في مكاسب رياض الشعب الإيمانية ، وذلك من خلال القيم المتضمنة لهذه المبادرة الاجتماعية البيئية ومجالات التربية السلوكية الإيجابية والآداب الأخلاقية والصحيّة الناتجة عنها من قيم إيمانية معنوية وإرشادية تربوية تجدد ما اندثر من معاني الصبر الجميل والرضا وأخرى اجتماعية دعوية تحيي أواصر التواصل والمؤاساة بالزيارات وقيم صحية بيئية يسعى فيها إلى الحفاظ على البيئية وتثمين النظافة مع التداوي والأخذ بالأسباب الماديّة للعودة بالمريض من حالة عدم الاستقرار النفسية إلى السلامة والحالة السويّة وغيرها من القيم الوجدانية والتعليمية التي تشدّ صرح المجتمع وتدعم أركان أفراده محاربة لأسباب العنف وأفكار الجهل والانعزال.
مشروع صحي إنساني سيعرف افتتاحه بعد أشهر حفلا مهمّا وحضورا كاسحاً تقصت الساكنة موعد تدشينه مما لا يترك مجالا للشك في استجابته لطموحات المنطقة وتطلعات الأسرة الأفريقية ، الشيء الذي يثمنه كمجهود تنموي في القارّة الافريقية ينضاف إلى قائمة المساعي الإيجابية الناجحة للزاوية الكركرية ومسارها التربوي الفعلي والتنموي الدولي.