قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ الاحزاب 21.
جعل الدّين الإسلامي أيّام العيد شعيرة من شعائره المعظّمة وحدثُا من أوكد مظاهر الفرح العامّ في الأمّة ، فأفسح بسماحته للنفوس المجبولة على حبّ السرور والبسط وقيّض لها مساعي بذل السعادة وإيصالها إلى منتهى الاستطاعة ،ثم أوفر لها جزيل الأجر وعظيم الثواب حتّى توّج فنّ إدخال السرور ووصل الرحم المبتور بأقرب طرق العبادة إلى حضرة سيّد السّادة صلى الله عليه وآله وسلم، يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم ” أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحبّ الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا ”.
وتحقيقا لهذا التلاحم في الأمّة وتقوية لرابطة الإخاء ونواة الانتماء صيّغ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بيئة الحياة الاجتماعية وبيّن ما ينبغي أن يكون عليه علاقة المؤمنين بعضهم ببعض سدّا لخلل الانفصام وتوحيدا لبنيان صرح الإسلام ، فوجّه كليّة المعونة والرفق والعناية إلى أوضح مظاهر الضعف في الأمّة والذي هو”اليتيم” ،حيث اهتمّ بجانب معاملاتهم وتربيتهم وضمان كريم حياتهم ليتقوّى المجتمع بنشأتهم السويّة ويزهر جيلهم بعزيمتهم في إتمام الإصلاح ودوام نشر قيم الفلاح.
تبعًا لهذا ، واكبت الزاوية الكركرية بجمهورية باكستان الإسلامية مشروع مبادراتها الإنسانية التي نشطت خلال الآونة القريبة في مجال التعايش التنموي المشترك بإحداث مساهمات بيئية تحفظ للقرى طاقاتها وأخرى اقتصادية اجتماعية تندمج فيها النساء الأرامل والفقيرات لتعلّم فنون الخياطة وصنع الملابس وتدويل بيع المنتجات وأخرى تربوية تعليمية استفاد منها الكثير من اليتامى والأطفال في وضعية صعبة منخرطين بها في سلك تقوية المعارف وتوسيع المدارك التعليمية تتخلّلها مبادرات الفرح والاعتزاز بهم وتكريمهم.
وعليه قام فقراء الزاوية الكركرية في مدينة khairpu بتنظيم احتفال مشهود بمناسبة عيد الفطر السعيد لفائدة الأطفال اليتامى والذين هم في وضعية حرجة حيث أهدي إليهم جديد كسوة العيد مع الألعاب المحبّبة إلى أجناسهم ثم مواكبتهم في الفرح الذي رسمه محيّاهم بمجموعة من الأناشيد المحليّة والترفيهات التربوية.
حفل آثر مريدو الزاوية الكركرية إحياءه في يوم العيد هذا مع يتامى محيطهم الاجتماعي سيرًا على أصول المحجّة وتنزيلا عمليّا للفهم الذوقي الذي تربّوا عليه من خلال دروس مولانا الشيخ سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه التي حوّلت بوصلة السلوك إلى مجراها الأصيل المبنيّ على إفناء حجب الأنانية بإحياء نفس المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم وبذل رحمته في العالمين.