يقول رب العزة والجلال في محكم الذكر ” وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ” البقرة 272.
جاء الإسلام لينير للعالمين مسالك العودة للفطرة الأصلية ،فشرع بالمصطفى الهادي صلى الله عليه وٱله وسلم سبل تحقيق ذلك ودعائم إقامته فوق أرضية واقع الاختلاف والتنوع حتى قال ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” ،ليرقى بمعاني الخلق من الرمزية المعنوية واللفظ المقيد إلى كونه حقيقة مطلق التخلق بالأسماء الجمالية والعمل بسريانها في محيط موطن الاستخلاف حتى يعود جنة السعادة الأبدية .
على هذا السلوك العرفاني يتربى مريدو الزاوية الكركرية بهمة حضرة الشيخ المربي سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سره على تعظيم المحبّة ومشاطرتها ذواتهم المتجسدة بمرٱة الغير ”
لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ” فيتجدد في حياتهم عهد المصطفى صلى الله عليه واله وسلم وليثمر واقعا من المؤاخاة المنعكسة في المعاملات اليومية والتي من خلالها تتوطد الروابط الأخلاقية وتترقى سلوكيات العلاقات الانسانية ، ليحلّ السّلم والرحمة بخلق البذل الحسي والمعنوي عوضا القطيعة والتجافي لقول صلى الله عليه وسلم ” اتق النار ولو بشق تمرة ” .
هكذا يستثمر الذوق العرفاني في المحيط الاجتماعي تزكية للوعي والإدراك فيسعى من خلاله إلى إعلاء دعائم السّلام وتوسيع وادي شعب المحبة ، ومع جولة المبادرات الإحسانية التي لازالت تجوبها الزاوية الكركرية بدول إفريقيا ،قام مريدوها بجمهورية السينغال في مدينة M’bour عند قرية KOGUEYANE بتنظيم مساهمة إنسانية همت توزيع مؤن المواد العذائية الأساسية على ساكنة القرية المعوزة والذين لا زالوا يعانون من الأضرار الاقتصادية الناجمة عن أزمة كوفيد 19 .
مبادرة أرخت معاني التعاون والتآزر في أحوج الأزمان خلال نفحات قرب دخول شهر البذل والإخاء ، الأمر الذي رقّ له الأهالي المستفيدون مع ارتسام بشائر الفرح والسعادة على محيا الوجوه المتأثرة بصنيع رعاية وتربية الشيخ سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سره لمريديه والهادفة إلى استصلاح النفوس وتنمية مجالات الانتفاع والتي هي أساس وآلية الارتقاء الأساسي في مشروع النهضة الإفريقية .
كما نشير إلى أن الزاوية الكركرية قد اعتزمت المزيد من القوافل الخيرية التربوية في العديد من الدول الإفريقية التي لا يزال عدد المنتسبين منهم إليها في تزايد ، نظرا لفاعلية منهجها في الجمع بين الحقيقة الأخروية وذوقية تعميرها مع واقع الحياة الدنيوية على صراط ”وما أرسلناك إلا رحمة في العالمين ”