الكركرية عبر العالم

الزاوية الكركرية بباكستان من حق السقاء إلى الطهور والنقاء

 

يقول الله تعالى في كتابه العزيز « إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ » البينة 7

إن التربية الإيمانية الأخلاقية والتي تجسد دعوة الحال التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم فكان القدوة في عظيم الإحسان كانت ولا تزال رأسمال السلوك الإيجابي والسليم الذي تتحقق به السعادة وتترقى به الحضارة البشرية بجميع مكوناتها في أسمى دروس التلقين الذي يحفظ خصائص القبول واليقين والاقتناع والتسليم والتي قرع بها الإسلام قلوب بلدان القارة الآسيوية كالهند وأندونيسيا والصين وغيرها من المناطق التي لم يصلها الفتح الاسلامي فدخل في هذا الدين الحنيف شعوب بكاملها لما رأوا الأسوة الحسنة مرتسمة خلقا حميدا ومعاملة صادقة أمينة ينيران طريقهما اقتفاء أثر نور المصطفى صلى الله عليه وسلم لتدخل على أرض الفطرة البشرية الباحثة عن حقيقة معنى السّلام  ليتجلى عنها ما نشهده في هذه البلدان من ذوق أخلاقي للمسلمين أقرب من الرحمة إلى صور التعصب والتشدد الذي غزا أقطار المسلمين.

ومن أوكد علّة الخلق، إقامة حقوق الحق بعد معرفته والإحسان إلى الخلق بعد التعرف إليهم (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ  إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات 13 ، هذا التعارف اللازم للمحبّة والملزم بخدمة وتسخير الواجد للمعدوم والذي هو باب الدخول على معنى البرّ بالبذل والسخاء.

هكذا توالت مبادرات الزاوية الكركرية في أرجاء المعمور على أيدي مريديها وأبدع فيها فقراء الطريقة بباكستان عن عميق ذوقهم الصوفي وفهمهم المتنزّل عن دروس حضرة سيدنا الشيخ مولانا محمد فوزي الكركري قدس الله سرّه ،فبعد مساهماتهم التي عنت الجانب الإنساني والبيئي والاجتماعي من إحسان لليتامى وحفر بئر الماء الصالح للشرب وإقامة أسباب التراحم والترابط بين العوائل والأهالي ، شرعوا اليوم في مبادرة بيئية دينية تمثلت في تدشين بئر ماء صالح للشرب مع أنبوب صرف أربعة عشر صنبور للوضوء ، ولقد تم اختيار موقع بنائه بجانب مسجد القرية لشدة حاجة الساكنة لمنبع الطهارة مع أمان سبيل الوصول إليه ، ليكون هذا دليل توخي إتقان مريدي الزاوية الكركرية بباكستان إحسانهم في بذل الخير والاستجابة لمناط النفع.

رسالة اجتماعية عن مريدي جمهورية الباكستان والذين سقوا عظيم الذوق المعرفي والخلقي مع اخذهم النسبة عن الشيخ مولانا محمد فوزي الكركري فصاروا يفاخر بسلوكهم في المجتمع ويشاد بحسن معاملاتهم وقويم سيرهم كحادث ما وقع أثناء تدشين المساهمة من رفع أيدي الدعاء لشيخ الزاوية الكركرية بحمد الله له وشكره وتقديره على بذله تربية وتوجيها لمريديه وإحيائه بواعث الرحمة والتآخي والمحبة في نفوس الباكستانيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى