أنموذج المحبة التشاركية عند مريدي الزاوية الكركرية بالطوغو
يقول الله عزّ وجلّ في محكم الذكر ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ البقرة 177.
إن المتتبع لمبادرات مريدي الزاوية الكركرية في أرجاء المعمور يلمح خصوصية التوجه الخيري لدى أفارقة الطريقة الكركرية والذي يركز على الجانب الاجتماعي بناءا لجدار الجيل الناشئ تربية وتعليما ورعاية مصالح اليتامى وذوي الحرج وتآزرا يشد لحمة رحم المجتمع ويوطّد أواصره .
على هذا المبدأ الأساسي في الإصلاح والبناء اختار مريدو الزاوية الكركرية بجمهورية الطوغو مواكبة لجولات مبادراتهم الخيرية السابقة التي تصب منحى خارطة الرقي الحضاري توعية و تنمية ، التقدم في إثراء قاعدة المعوّل الإفريقي والذي يمثله أطفال القارة السمراء ، حيث شهدت اليوم مدينة Sokodé الواقعة وسط الطوغو والتي تعد ثاني كبريات مدنها بعد العاصمة Lomé مبادرة اجتماعية تمثلت في تنظيم حفل ترفيهي تربوي لفائدة الأطفال اليتامى أطّره مريدو الزاوية الكركرية الطوغوليون بمدرسة CISELA الواقعة شمال المنطقة .
حفل ترفيهي شمل توزيع أكثر من مائة وجبة غذاء تخللتها أنشطة تربوية و أدعية دينية تحرّيا العمل بقول الله سبحانه وتعالى ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ البقرة: 220
مساهمة حضرها أطر وأساتذة مؤسسة CISELA التعليمية المتكفلة بالأطفال اليتامى والذين أشادوا تقديرا وشكرا بدور التربية الصوفية وجهود شيخ الطريقة الكركرية مولانا سيدي محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه ومنهجه الناجح في تغطية دقيق ثلم السلوك الاجتماعي بعدما عاينوا انصهار مريدي الطريقة الكركرية بالطوغو في وعاء الإحسان توخيّا رسم ابتسامات الفرح على محيّا ذخيرة القارة الإفريقية ومدى حرصهم البديهي على المسار الوسطي المعتدل الذي يحفظ أصالة التراث والقيم ويحيي بذرة التعلم ومجارات حضارة الأمم.