الطريقة الكركرية تتسابق بمريديها لخدمة كتاب الله تعالى
قال ربّ العزة والجلال (وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) النساء113
إنّ المتتبع للحدث التاريخي منذ بداية البشرية إلى الزمن الحاضر المعاش يعلم يقينا أنّ فتق الحضارة الإنسانية بجميع معايير العلم والأخلاق والقيم والقوانين المؤصلة للمسار القيادي والتنموي للإنسان ما كان إلا ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أوّل ما أنزل إليه من الكلام الوحي الذي اتصل عنه خبر الأرض بيقين السّماء فكان المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم واسطة روح العالم و نوره المخرج من الظلماء وحياة الحضارة وزبدة دستور الهداية التي به تتحقق العناية ، كما وصفته أمّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت ” كان صلى الله عليه وسلم قرآنا يمشي ” فحدّ وأظهر وبيّن وخبّر وفرّز وميّز وحذّر وعظّم و دعا وبشّر وأنذر وأوصى وفسّر ومثّل وأجلى وكرّر تاركا إيانا على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )النحل89 حتى أقامت الأمة الإسلامية عزّها وشيدت فخرها وعاد المسلمون رواد الحضارة بقيمها الثقافية والاجتماعية والسلوكية والعلمية إلى ما بعد العصور الوسطى نعمة اقتداء وثمرة للإتباع فناء عن رجس الهوى و محبة للمولى والإبداع تدبّرا في آيات الكتاب وفهما لمنازلها في الآفاق والنفس ، يقول الشيخ المربي سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سرّه ” لمّا كانت الأكوان آثار الفرقان والأزمان آثار القرآن كانت نقطة الباء سرّ الجمع والحرف باب الشفع ،فاقرأ الرتق في الفتق تكن قرآنا وافهم الفتق بالرتق تصر إنسانا ”.
وكما قال الإمام مالك رحمه الله ” لا يصلح آخر الأمة إلا بما صلح به أوّلها ” فإنّه قد عرف عن الرّعيل الأول تعلّمهم الإيمان قبل القرآن تخلية بتربية وتحلية بتزكية وتعلقا بحب فتحققا بفناء فسادوا دعوة وإعلاما وشادوا مسؤولية وإحسانا فضربت بهم الأمثال, وخلدتهم بطون السير والتاريخ, واعترف بمواقفهم الموافق والمخالف, ولهج بموروثهم الراضي والساخط. فلو نطقت الأرض لأخبرت أنها لم تشهد منذ دحاها الله أمة أقوم على الحق وأهدى به من شموس النبوة عترة آل بيت المصطفى وأصحابه نجوم السما , ولم تشهد منذ دحدحها مجموعة من بني آدم اتحدت سرائرها وظواهرها على الخير مثل أول هذه الأمة, ولم تشهد منذ بسطها الله قوماً بدؤوا في إقامة قانون العدل بأنفسهم, وفي إقامة شرعة الإحسان بغيرهم مثل أول هذه الأمة, ولم تشهد منذ أنزل الله إليها آدم وعمرها بذريته مثالاً صحيحاً للإنسانية الكاملة حتى شهدته في أول هذه الأمة, ولم تشهد أمة وحدت الله فاتحدت قواها على الخير قبل هذه الطبقة الأولى من هذه الأمة ، وهكذا دأب أهل الله الصالحين من وراث معين هدي النبوة وفيضة قبضة الدلالة بالولاية على تربية مريدي وجه الحق بنور يقين الإيمان في مراتب العبودية بمقام الإحسان وإليهم رحيق الختوم الكرام الطيبين شيخ الطريقة الكركرية و مجدد قراءة اسم الله بالقبضة النورانية والنقطة الأزلية مولانا محمد فوزي الكركري قدس الله سره.
وفي هذا الصدد قام مريدو الزاوية الكركرية بمدغشقر بالمبادرة التابعة لتدشين الكتاب القرآني التابع للطريقة الكركرية بمدينة Tuléar خلال الأسبوع الأول من موسم الاحتفال بذكرى مولد خير الأنام عليه الصلاة والسلام تحت إسم المحجّة البيضاء لتحفيظ القرآن العظيم و نشر علومه وذلك من خلال توزيع الشحنة الثانية من المصاحف القرآنية على السالكين حمل كتاب الله العظيم قصد تيسير التعهد بتفريدهم الملكية، مبادرة غطت جميع المستفيدين وخاصة الناشئة والبراعم الصغار الذين فرحوا معبرين عن سرورهم بالرقص ومن خلال إهداءهم كلمات الشكر إلى شيخ الطريقة الكركرية مولانا محمد فوزي الكركري قدس الله سره مرشدهم و مربيهم الذي ما فتئ أهل مدغشقر تتحول معيشتهم بنشره المحبة والعلم ونور المعرفة السمحة إلى معاني الحياة الطيبة … جنة الدنيا ونعيم النظر إلى جمال مولاها.