يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” الحج 77
إظهارا لبعض انعكاسات الآية الشريفة على الأثر الذي وجب الانفعال له تبعا للأمر الإلهي الصريح للمؤمن بفعل الخير بعد الخضوع والفناء ومعرفة معنى العبودية وحق الربوبية ، ليكون شعار المومن كسب الخيرات و فعل الصالحات ” أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ” المومنون 61 ، قام فقراء الزاوية الكركرية في مدينة Puttalam الواقعة في الشمال الغربي من جمهورية Sri Lanka بتدشين بئر الماء الصالح للشرب والذي اكتمل حفره و بناؤه مع مطلع ذكرى مولد خير الأنام سيدنا محمد عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى السلام والذي استفادت منه عوائل وأسر القرية المهمشة الواقعة بهذه المنطقة من المدينة والذين كانوا يتكبدون عناء التنقل و مجهود سقي الماء وما يجره من تبعة اكتساب دوابّ الحمل ومضاعفات بعض الإصابات المرضية الناجمة عن شرب المياه الملوثة أو الغير صالحة للشرب.
تأتي هذه المبادرة الاجتماعية تبعا لمجموع جهود مريدي الطريقة الكركرية في العالم لأجل المساهمة في محاربة الأمراض المتنقلة إلى الإنسان و الحيوان عبر المياه كالتيفود، والكوليرا، والنزلات المعوية ، والالتهاب الكبدي الوبائي ، والتي تتجلى فيها الاستجابة الفعلية لتحقيق المقصد الثاني من الكليات الخمس للدين والذي هو حفظ النفس ، ثم البعد الثاني الوطني من خلال إحياء القيم الإنسانية في القارات الخمس والتي تجمع بين أهالي القرى على اختلاف دينهم وشعائرهم تحت راية التلاحم ورابطة التعايش من أجل بناء صرح الوطن و النهوض بهمم تفعيل التنمية البشرية، حتى ينصلح المحيط بالكلّ . رهان تربوي ينهجه المريدون الكركريون في كل ادول يشهدون به بصمة التحول الذاتي الإصلاحي و أثره الواقعي على رقعة محيطهم.
مساهمة كانت هي الأولى من نوعها في هذه المنطقة من آسيا لتنضم إلى مثيلاتها التي دخلت سجل التاريخ بفتح التربية الكركرية أفاق السلوك الصوفي المتعدد الأبعاد والرامي والتي كان منطلقها الدروس اليومية والمذاكرات الأسبوعية في السلوك العرفاني والإيمان التفعيلي التي يأخذها المريدون عن الشيخ سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سرّه وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتي تترجم إلى اللغات الحية فيتلقفها أصحاب الآذان الواعية والقلوب الأوعية لتتحرك همتهم في إصلاح النفس وتزكيتها بتعظيم الحق و نفع الخلق وتحقيق الطهارة الفردية بخدمة المحيط الإجتماعي فيما لا يتحقق مقصود منفعته إلا به ، دروس ومذاكرات تنزلت عن حضرة نور المصطفى صلى الله عليه وسلم لتجدد معالم السنة النبوية الشريفة في تفعيل مفهوم المحبة الكونية و التي تقتضي أن تؤتي أخاك ما ترجو أن تؤتاه.
مبادرة استقبلها أهالي القرية بالفرح والتقدير والانشراح لهذا اللون من السلوك الصوفي الرفيع الذي يجمع بين تذوق علم المعاني عن شهود نور الحق و العمل المبني على نفع الخلق ، جمعا بين حضرتي الفرق والجمع وعدم انفكاك حلق الوصل عن الشريعة المحمدية و السنة المصطفوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام .