الزاوية الكركرية في باكستان وثمرة حلاوة الإحسان
يقول رب العزة في الذكر الحكيم ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ البقرة 177
شرع الله عز وجلّ الدّين فجعله مراتب رحمة منه للعباد، إسلاما وإيمانا وإحسانا، ثم قيّد لكل مرتبة أركان تشيد صرحها تصديق العلم بمقتضى العمل حتى يثمر ظاهرها في محيط العبد كحالها في باطنه لتكون محاسبة الإنسان لنفسه في حكم عالمه الباطني مرآة لمحاسبة أخيه له فيما أحدثه أثرا في الظاهر.
هكذا سلك مريدو الزاوية الكركرية بجمهورية باكستان الإسلامية بعدما وُقِد نور شجرة الإيمان في قلوبهم فأفنى في حضرة القدس الجهات وطرقوا باب مقام الإحسان فخاضوه بتربية الشيخ سيدي محمد فوزي الكركري قدس الله سرّه حقيقة البرّ المتنزه عن تقييد الوجهة ليحملهم على العمل النافع والسعي الإيجابي إدراكا لمعنى حقيقة العبودية المحضة لله رب العالمين .
فبعد مبادراتهم التنموية البيئية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية , انطلق فقراء الزاوية الكركرية ببلدة
Kumb التابعة لمدينة khairpu بجمهورية باكستان الإسلامية مساهمين بعمل إنساني يستجيب لحاجة الحدث الزمني حيث نظموا حفل توزيع بطانيات وأغطية شتوية لمجموعة من فقراء ومعوزي البلدة الذين أثر فيهم زمهرير الشتاء، ليتخلل البرنامج الخيري مأدبة غذاء لفائدة الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة ثم ختم المجلس بعدها بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ورفع الدعاء الصالح شكرا وتقديرا لشيخ الزاوية الكركرية سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سره على ما يبذله من جهد في تربية فقرائه على تعظيم الآخر وتفعيل منهج التزكية وتجديدها في السلوك العملي نفعا للذوات وللمحيط الاجتماعي.
مبادرة إيجابية تنضم لمثيلاتها المساهمة في رسم ملامح الفرح على وجوه الضعفاء الخاصة والتي عملت ميدانيا على شد أواصر المحبة وتجديد عهد الثقة والمصداقية الدينية بالسلوك الفعلي ابتغاء تعميم السلم والسعادة والحدّ من ظواهر العنف والتشدد وتحجير رحمة الله في العالمين.
