يقول ربنا في محكم الذكر “وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ” المؤمنون 180.
يعتبر الماء أصل الحياة و عماد الكائنات الحية ،إذ به استمرار دورتها في الأرض وعليه مدار تطورها في الوجود, ومن نعمة الله على خلقه أن عدد مصادر المياه فتفرق نفعها باختلاف كنهها من بحار وأنهار ومحيطات ومياه جوفية ومياه أمطار .
وإن مما عظم به الحق جل و تعالى عنصر الماء في القرآن الكريم أن ذكره في ثلاث وستين موطنا في إشارة إلى سيدنا محمد النبي صلى الله عليه واله وسلم وما أخرج به الحق العوالم من العدم إلى الوجود ، دعوة إلى التفكر في أسراره وتلميحا لما يجب في حقه من حسن التصرف وأداب الاستعمال تعظيما للنعمة وأداء لشكرها.
وفي إطار انخراط الزاوية الكركرية من خلال منهجها التربوي العلمي والعملي في نشرها لقيم المحبة والتضامن وخصال المودة والتكافل وتحري السير على أثر الترقية الأخلاقية وبسط سواعد المعاملات السلوكية الإيجابية ، شهدت اليوم جمهورية بورما مبادرة أخرى من مساهمات المشروع الدولي “الماء حق للجميع” ، حيث دشن في جو ملؤه الفرح مريدو حضرة مولانا الشيخ المربي سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سره بئر الماء الصالح للشرب في مقاطعة جمعت الأقلية المسلمة التي عانت في السنوات الأخيرة من التعسف والاضطهاد والتعنيف ليلجؤوا إلى هذه القرية على حدود جمهورية بورما و بنغلاديش ،لتكون مناسبة تدشين أهم عنصر في الحياة والذي هو الماء عاجل بشرى الأمل و حسنى جميل اليقين.
مساهمة إنسانية وبيئية شدت لحمة المسلمين وجددت أواصر الانتماء لرحم المحبة الالهية ونور هديه تأكيدًا على استمرارية الزاوية الكركرية بمريديها في مشارق الأرض ومغاربها في السير بخطى الرحمة والحلم على نور البصيرة والعلم لتحقيق خيرية
الإنسان الموكل بالسلام والمعرفة .