جمهورية مدغشقر: الزاوية الكركرية ومبادرات التشجيع على التعليم ومحاربة الهدر المدرسي
قال المصطفى صلى الله عليه وٱله وسلم ” من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل اللهُ له طريقًا إلى الجنةِ “
خلق الله الإنسان ونفخ فيه من روحه فكرمه بالعقل واستخلفه بسلطان المعرفة والعلم ,فكان مقامه مرهونا بما خطه بالقلم ونجاحه فيما وثقه بالعمل .
هكذا تصدر العلم وطلب مسالكه ودروبه أولوية الدين حتى قال المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ” فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة ” فيحوز بذله والنفور إليه تشريف واسطة الارتقاء والرفعة في حق المنتسبين إليه.
وإن من أرجى من استنهضت الحنيفية السمحة المسلمين في حملهم على تحصيل العلم وشدهم عليه مساندة و مؤازرة تلك الفئة الضعيفة من المجتمع الممثلة في شريحة اليتامى، معتبرة إياهم صرحا وجب تأمينه وجدانيا وجسميا وفكريا من شرخ الإقصاء والتهميش فجعلتهم في كفالة الأمة، تنزيها لخصوصيتهم عن الأذى ولقدسية وصاية الحق بهم في الورى.
وفي إطار منخرط الزاوية الكركرية بمبادراتها العالمية في نشر قيم التضامن والألفة وزرع بذور المحبة والتكافل وما تثمره من تقوية روابط المجتمع وبث السلام ودواعيه ، قام مريدي حضرة مولانا الشيخ المربي سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سره بجمهورية مدغشقر بحفل تدشين هدية يتامى مؤسسة FANANTENANA والمتمثلة في سيارة كبيرة الحجم تحوي تسع مقاعد خاصة بنقل الأطفال اليتامى إلى المدرسة العمومية للتعليم الابتدائي و التي التحقوا بها خلال هذا الموسم الدراسي ،في مساهمة من الزاوية الكركرية تيسير سبل المداومة على حضور دروس التعلم اليومية ومحاربة لبواعث الهدر المدرسي من بعد المسافة ومشاق الطريق.
تأتي هذه الخطوة الاستباقية كحل تشجيعي وتحفيز لهمم التلاميذ في تحصيلهم العلمي واجتهاد الأطفال اليتامى في مدارساتهم مع رفع وجه النقيصة وحملهم على ما يستحقه أمثالهم من أوجه الكفاية وحسن المعاملة بأكمل موارد الرعاية.
مبادرة سعد لها الأطفال كثيرا فرسمت على محيا وجوههم ملامح الفرح ونشوة الاستعداد الى خوض غمار رحلة طلب العلم ،مما ترك في نفوس غيرهم اعتبارا لما يجب في حقهم من خفض الجناح وإنفاذ النصح العلمي والعملي الذي به تستقيم الصحبة وتتحقق غايات الرشاد.