يقول الحق جلّ وعزّ في كتابه الكريم ” وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ” الأنبياء 30.
افتتحت الزاوية الكركرية بجمهورية مدغشقر بئر ماء آخر صالحا للشرب فيTuléar وتحديدا بمنطقة Anôsy الواقعة أقصى جنوب الجزيرة .
وحيث لايزال مريدو الزاوية الكركرية بمحافظةTuléar مستمرين في مبادرات العمل الإحساني على اختلاف أبعاده التنموية والذي دأبت من خلاله الطريقة الكركرية على تفعيل التربية الدينية وإثمار هدفها في الرقي بالجانب الأخلاقي والمعاملاتي للفرد والمجتمع فإن مناسبة حدث هذه المبادرة لم يغب عن كنه ترسيخ التعظيم للنعمة الربّانية المقيّدة في جوهر الماء وملازمته لمظهر الحياة.
يأتي تفعيل هذه المساهمة التي شاركت فيها سواعد المريدين والمتطوعّين على اختلاف أعمارهم استجابة لتربية حضرة مولانا الشيخ سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه عن دروسه التي عظّم من خلالها في قلوب مريديه حق الخلق في الحياة ومعرفتهم بحقيقة مظاهر الوجود ليكون باعثا حثيثا على ضرورة تقديس النعم ، وخاصة منها الماء الذي ينسلخ الناس عن معانيه بحكم العادة والمألوف، ليكون شهر الله المحرّم نفحة إحياء للوازم قدره وعظيم حقائقه حيث نجى الله بانفلاقه سيدنا موسى وقومه من بطش فرعون ولنبع زمزمه أُصلت مناسك السعي في الحج كما أنّ عظيم الحاجة إليه يجسّدها ذكرى استشهاد سيدنا الحسين رضي الله عنه وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث منعوا سقياه ، لتكون هذه المنعطفات الدينية والتاريخية بادرة تدبّر أملا في العروج إلى ذوقية تجليات الماء بالأمان وتحقيقه لمرامي السّلام وبالتالي وجوب الكفّ عن تبذيره.
مبادرة سعت الزاوية الكركرية من خلالها عن طريق مريديها في جمهورية مدغشقر إلى تكريس الجهود لبذل حق حصول القرى النائية والمهمشة على الماء الصالح للشرب وتيسير الوصول إليه مع ما يتخلّله من جانب الصحة الوقائية ومحاربة الأمراض المتنقلّة بالمياه العكرة والملوثة وتوفير بعض ظروف الحياة الطيبة.
مساهمة ناجحة تواتر أثر سابقاتها في إدخال السرور على الأهالي وخط ابتسامات السعادة والفرح على وجوه الأطفال مع رفع هم المشقة عن النساء اللواتي تحرّجن في السفر لنائي مصادر المياه ،ليكون هذا ثمرة رحمة على المحيط الاجتماعي والذي أصله سند التربية النبوية الموقود علما في قلوب مريدي حضرة الشيخ سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سرّه والمتجلي عملا على جوارح التصديق بمعاني جواب الإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه .
0 1٬055 دقيقة واحدة