الزاوية الكركرية بجمهورية الكامرون و استمرارية مشروع الماء للجميع
يقول الحق جلّ جلاله في محكم التنزيل ” ”وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” التوبة 105
دعا دين المحبّة والسّلام إلى تحرّي العمل الصالح فجعله عنوان نهج الأنبياء و المرسلين وأثر خطّهم طريق المحجة الذي لا يستقيم سلوكه إلا بالاتّباع والاقتفاء، فكان من كفالة بذله ظهور المنافع المادية والمعنوية الآجلة للعباد ، وباستمرار ملازمته ترقّي مؤشر ازدهار الحياة الطيبة وبسط آفاق الإعمار في البلاد ، فاستحق بذلك أن يكون التفاني في طلب أوجهه قُسْطًاسَ مراتب المحبة الإلهية ، ”فأحبُّ النَّاسِ إلى اللَّهِ أنفعُهم لِلنَّاس ” .
على هذا المنهج التربوي عهدت القارّة الإفريقية استمرارية مبادرات الزاوية الكركرية في شتى المجالات حيث لايزال مريدوها في أنحاء القارّة السمراء ينشطون في نشر قيم المحبّة والتضامن برسائل الخدمة و العمل التشاركي البنّاء التي تتوخى الزاوية الكركرية من خلاله تربية المريدين على قيم المواطنة الإيجابية والانخراط في المشروع التنموي الإفريقي ورفع تحديات محاربة أسباب الجهل والعنف ومكامن الفقر مع بث جوّ التعاون والتآخي والسعي على درب الرقي الحضاري.
فبعدما عرفت جمهورية الكامرون مجموعة من الإسهامات التنموية في مجالات البيئة والصحّة عند قرى MATOUFA و MAVETVOUO و BASSÉ و CHIHIA حيث تم تدشين مجموعة من آبار المياه الصالحة للشرب في إطار مشروع تعميم حق السقيا و الري في ربوع المناطق النائية و الشبه منعزلة والتي يعرف أهلها صعوبة العثور على موارد مائية كذا مشقة الوصول إليها في أمان ، قامت الزاوية الكركرية بتدشين بئرين آخرين للماء الصالح للشرب عند قرية MAGBA التابعة لمقاطعة NOUN غرب الكامرون ، وذلك في منطقتين إستراتيجيتين يتيسر ورود الساكنة أطفالا وشيوخا إليهما للحصول على الماء الصالح للشرب و الري.
يجدر بالذكر أن هذه المبادرة جاءت تلبية لطلب من رئيس القرية MDAM ALIYOU عن رسالة بعث بها إلى حضرة الشيخ المربي سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه يعبّر له فيها عن مدى تأثره والأهالي بالسلوك الأخلاقي لمريدي الزاوية الكركرية في مدينة FOUMBAN والتي تبعد عنهم حوالي 50 كلم وسمعة نجاحهم في استصلاحهم قريتهم كذا الجانب الاجتماعي السلوكي لأفرادها ليسلم على إثر ذلك من أهالي قريته 115 فرد في الأسبوع الأخير , مطالبًا حضرته بما يعين من مستلزمات إقامة شروط وواجبات الشعائر الدينية الإسلامية من ملابس المحجبات وجلاليب الرجال وما يتبعها من دورات حفظ كتاب الله و تعليم الصلاة والفرائض وما يستوجب للرقي بالمسلم في معارج الإيمان.
مبادرة سعد لها رئيس القرية وجميع أهالي MAGBA في مشهد محفوف أكدوا من خلاله وعن طريق رسالة الشكر والتقدير على مدى امتلاء قلوبهم بالسعادة والفرح لمظهر هذه الرحمة ،ليتجلى مرة أخرى دور الزاوية الكركرية الريادي في استخلاص موارد التنمية بتزكية معاول الهِمَم وترقية آفاق الفكر مع ما تنشره من سماحة الدّين ودعوته الوسطية الجامعة بين العلم والعمل على بصيرة هدي التحقق ونور التخلّق بميزان العدل عن الأنا والاعتدال في السير إلى الحقّ.