الزاوية الكركرية بجمهورية بنين واستمرارية مبادرات التنمية البيئية
يقول الله عزّ وجلّ ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ الأنبياء: 30
خصّ اللّه الماء برفيع المنزلة في القرآن وجعله نواة وجود الكائنات وعنصرا أساسيا من بين أسرار استمرارية الحياة، فأسند لأهميّته مدونة أحكام تداوله وقواعد وتشريعات حمايته والمحافظة عليه نظرا لمركزيته في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير التغذية على نطاق الأسرة أو المجتمع إلى جانب محوريته في قطاع الطاقة والصناعة وغيرهما من القطاعات الاقتصادية.
وكما بيّنت السنة الشريفة قوانين إدارة عصب الحياة وجوهر استمرارها فلقد أجزلت عظيم الأجر لمن أولاها عظيم الشكر بحسن استهلاكها وحكيم استثمارها ليكون منار تشجيع ودعوة تحفيز إلى تنمية هذا القطاع الحسّاس والإبداع في هيكلته ، كما أنذر نهيا وأوعد تحريما المسرفين والمستهترين بقدره وقيمته أشد الوعيد.
تبعًا لتواتر مبادرات الزاوية الكركرية بجمهورية بنين ، والتي نشط المريدون من خلالها سعيا في استصلاح ذوات محبتهم لمحيطهم الاجتماعي والرقيّ الفعليّ بمعاني التكافل والانسجام واستجلاب مواطن النفع سيرًا وراء قصد تحقيق السلامة القلبية المترامية شعبها الإيمانية على عدد الأنفس البشرية ، وبعد إتمام حفر البئر الذي بلغ عمقه 80مترا وفي مدينة Malanville عند قرية MONKASSA قامت الزاوية الكركرية بتدشين بئر الماء الصالح للشرب بحضور عمدة المدينة ووجهائها وسط حشد الأهالي لتعلو أصوات الفرح ممتزجة بين تصفيقات الصغار وأهازيج النساء وتكبيرات الحمدلة ، ثم ليتقدم بعدها عمدة المدينة بكلمته إلى أهالي القرية خاصة وأبناء مدينة Malanville مباركا لهم حلول هذا الخير الذي ردف مساهمات قبله استهدفت الرقي بالقيم الاجتماعية والإنسانية ، مع بذل غاية الشكر والتقدير لمولانا الشيخ المربّي سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سرّه الشريف على مجهوداته التربوية القيّمة ومساهماته التوجيهية والتوجّهيّة منوّها على مسيرة المحبّة والإخاء ومؤكدا على طلب الاستمرار في التضامن المدعّم للأهالي ورفع الحرج عن طريق سلسلة المبادرات التنموية الفعّالة والتي تعنى بالجانب الأخلاقي تعظيما لمسار التنمية وحفاظا على مبناها قبل الانخراط في سلكها.
تجدر الإشارة إلى أن بئر الماء يضم برج مياه صالحة للشرب من 4 خزانات سعة كل واحدة منها 5000 لتر، بإجمالي استيعاب 20 ألف لتر موزّعة على 5 صنابير.ليتمّ قريبا بناء شبكة إمداد المياه وإيصالها إلى جميع سكّان القرية والبالغ عددهم 000 50 نسمة.
مبادرة أخرى تستوي إلى جانب مثيلاتها في هذا القطر الإفريقي أثمن قيمتها الوطنية و الإفريقية التشاركية عمدة المدينة ،مذكّرا بجوهر الأخوّة والترابط الإنساني ، ليكون حبل وصل وأثر تجربة لمريدين آخرين في بقاع وبلدان إفريقية سرعان ما يفضي تفقّده إلى إبداعات فعليّة للذوق الأخلاقي المنسوج بسريان المحبّة الكونية وصور الرقيّ الإنساني وقيم السلام.