سئل رسول الله ﷺ أي الإسلام خير؟ قال: ” تطعم الطعام، وتَقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف ”
حث الإسلام على العمل الصالح ووضع له أبوابا متعدّدة وعلامات متنوعة تواكب أولويات الزمان وتستجيب لحاجيات المكان فجعل مبلغ غايته إدخال السرور المتنوع مضمونه على المسلمين ثم شرّفه بوسام ”أحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ”.
فكان بذلك قطب دائرة المعاملات والأخلاقيات داعيا ببذله إلى الاتصاف بمظهر الجمال ونشره بين فئات المجتمع حتى تتسع رقعة المحبّة وقيم الإخاء والتواصي بالمودّة والرحمة، وإنّ من أعظم أبواب البرّ التي دعا إليها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وجعلها أوّل إقرار الرسالة التي ترقى بالإنسانية في المدينة المنورّة قوله عليه وآله الصلاة والسلام ” يا أيها الناس، أفشِوا السلام وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ” ، ليصير دستور الحنيفية السمحة توطيد العلاقات العامّة وخلق جوّ التعايش السلمي والآمن وتوكيد الصلة بين الفئات كواجب يومي في المجتمع مع ابتغاء تبتّل الترقي الروحي الفردي بعد انقطاع أمد الخلق.
بهذا المنهج الذوقي الاجتماعي والسلوك التربوي النبوي يسري مريدو الزاوية الكركرية في بلدان العالم على يد مولانا الشيخ سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه ابتغاء وجه الله علما وعملاً ،الأمر الذي أبانت عنه المبادرات الإنسانية للطريقة الكركرية في مختلف المجالات والتي نشطت فيها سواعد المريدين مدّا لجسور المحبّة ونشرا لقيم السلام.
ومع أواخر شهر أبريل نظمت الزاوية الكركرية بجمهورية موريتانيا الإسلامية مساهمة اجتماعية تمثلت في إحياء موائد الإفطار الرمضانية والتي كانت ضواحي العاصمة NOUAKCHOTT إحدى محطاتها ،حيث نصبت جامعة أفراد الناس على العادة الموريتانية القديمة والسنة النبوية الشريفة التي عملها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في جو من الفرح والحسّ الأسري المتكامل،وسط أصوات الذكر وأحاديث النساء وضحكات الأطفال ليمتزج في لوحة عريقة تجسد تناسق نسيج فئات القبيلة وأبعاد توثيق المبادرة الطيبة والموسم الكريم للعلاقات العامة وتعزيز قيم التشارك والتبادل.
كان لهذه المبادرة الوقع الإيجابي على ضواحي مدينة نواكشوط والتي عرفت إقبالا مشكورا أسعد المستفيدين إضافة إلى ما تلعبه الزاوية الكركرية بالجمهورية الموريتانية من دور علميّ وتربوي واجتماعي بعد المرسوم الرئاسي الذي انخرطت به رسميا في تحسين العلاقات المجتمعية وتوطيدها وتوجيه الطاقات البشرية لما فيه الخير للوطن والإنسانية جمعاء مع تجديد الحقل التربوي الديني مساهمة بذلك في نبذ العنف والحدّ من الجهل السلوكي قصد بناء والفرد وتعمير الوطن.
خطوة إحسانية حركت مجموعة من الفئات الشابة والهيئات المدينة لبذل الشكر والتقدير لشيخ الزاوية الكركرية سيدي محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه على جهده في تربية المريدين على مثل هذه القيم الدينية الرّاسخة ومدى عمق منهج انخراط طريقته في تحقيق السلام ونشر المحبّة والإخاء.