فكان بذلك قطب دائرة المعاملات والأخلاقيات داعيا ببذله إلى الاتصاف بمظهر الجمال ونشره بين فئات المجتمع حتى تتسع رقعة المحبّة وقيم الإخاء والتواصي بالمودّة والرحمة، وإنّ من أعظم أبواب البرّ التي دعا إليها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وجعلها أوّل إقرار الرسالة التي ترقى بالإنسانية في المدينة المنورّة قوله عليه وآله الصلاة والسلام ” يا أيها الناس، أفشِوا السلام وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ” ، ليصير دستور الحنيفية السمحة توطيد العلاقات العامّة وخلق جوّ التعايش السلمي والآمن وتوكيد الصلة بين الفئات كواجب يومي في المجتمع مع ابتغاء تبتّل الترقي الروحي الفردي بعد انقطاع أمد الخلق.