مريدي الطريقة الكركرية بباكستان وتوالي مبادرات الإحسان
يقول الله تعالى ” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَهُمْ خَيْرٌ ” البقرة 220
إن من كمال الإسلام وعظمته تخصيصه الرعاية لعموم الخلق ثم تعميمه أداء الحقوق بواجب ميزان الحق ، دينٌ سجيّة معاملاته التراحم والتعاطف ومعدن عملته نهيه عن الفرقة والاختلاف تنابزا وتشاجرا وحثّه على الألفة والاجتماع تكافلا وتآزرا، فكان بهذا دين الله الكامل الذي أتمّ به النعمة ورضيه لنا تشريعا ومنهج فطرة.
وإنّ من أوجب ما حث عليه كفالة اليتيم كنهه وحقّه والإحسان إليه فعلا وقولا حتّى جعل ذلك أعظم مدخل البرّ وأوثق صدقة الجهر والسرّ ورتّب عليها أجورا عظيمة ومناقب جسيمة ، لا تنالها الأماني بكثرة السجود ولا يلقّاها إلا من كان لها في كل فجّ قعود .
أورد البخاري في الصحيح عَنْ سَيّدِنَا أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، قَالَ: خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ بِإِصْبَعَيْهُ : أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا ، وَهُوَ يُشِيرُ بِإِصْبُعَيْهِ.
لمثل هذه المأثورات شمّر مريدو الزاوية الكركرية بجمهورية باكستان عن أذرع الجدّ وجدّوا في طلب رضا الرحمن بالكدّ ، فبعد تدشينهم مصدر الماء الصالح للشرب أواخر الأسبوع المنصرم بقرية CHANDANBARA التابعة لولاية BIHAR وتقريبه من ساكنة منطقة KHAIRPUR MUR’S KALADI المعوزين ، كان لهم اليوم موعد آخر في قرية أخرى من قرى باكستان وتحديدا عند قرية Muhammad Arab Solangi الواقعة قرب مدينة Kumb التابعة لمنطقة KHAIRPUR MUR’S KALADI حيث بادروا بحفل إنساني مشهود تم فيه الفرح بأكثر من خمسين طفل يتيم وذلك عن طريق توزيع الأحذية الرياضية والكلاسيكية ذات النوع الرفيع مع المعاطف الحائلة دون الإحساس بقسوة البرد والريح في جوّ من السعادة الغامرة التي رسمتها وجوه البراءة والحق العظيم.
مساهمة شهدتها مؤسسة كفالة اليتيم وسط حشد الأطر وزعيم القرية والمسؤولين والذين أعربوا خلال مراسم الإسعاد بعد رفع آيات الذكر وبركات الدعاء على شدة تقديرهم للاتفالات الزاوية الكركرية التي ما فتئت تصبّ سريان إحسانها علما وعملا تجلى بأيدي المريدين في الوسط الاجتماعي خلقا ومعاملات أضحت مربط الحديث في جمهورية الذوق الصوفي ، الشيء الذي يؤكد وثيق بؤرة التربية بحقيقة الرحمة المحمدية والتي صار يشهد بصمتها العالم في مريدي الطريقة الكركرية فيضة منهج أصّله الشيخ سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سرّه وسار نبراسا تأوي إليه النفوس المتعلقة بمراتب المحبة والباحثة عن مقامات الاصطفاء وعلم الشهود بالصحبة.