مسار التنمية الإفريقية عند مريدي الزاوية الكركرية بالكاميرون
يقول ربّ العزة والجلال في محكم التنزيل (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِين َفِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلَا ) 107/108 الكهف.
حث الإسلام على العمل الصالح الذي يتحقق به النفع للعباد ويكفل باستمرارية بذله مظهر الحياة في البلاد ،حيث جعله الهدف الأسمى من اسمه إذ به يضمن استيفاء رمزية العدل ببسط الخير والرحمة ونشر الحقوق بين الناس مع صدّ مداخل آفات القلوب التي يفتحها فراغ الركود وآفات اللسان التي مدخلها التمني وأوهام الوعود، فاستحق بذلك أن يكون عنوان الدعوة الإسلامية وجوهرها التي لا ينفصل عنها وصار قسطاس تمييز محبة الخالق صدق خدمة المخلوق فأحبُّ الخلقِ إلى اللَّهِ أنفعُهم لعيالِهِ .
هكذا دأب مريدو الزاوية الكركرية تحقيقا لميزة العمل الخيري في الإسلام،على القيام بالمبادرات الحاوية لخصائص التنوع والشمولية والاستمرارية وخلوصها من الشر مع قوة الحافز ، وعليه اختار مريدو الزاوية الكركرية بجمهورية الكاميرون تبعا للحاجة الأولية التي تشهد خصاصها قرى وطنهم والتي يعد توافر مياه الشرب وتأمين سبل الحصول عليها أكبرها وأطلبها.
تلبية لهذا العوز قام مريدو الزاوية الكركرية بجمهورية الكاميرون تنسيقا مع الزاوية الأم بمدينة العروي في المغرب بتدشين حفر بئر الماء الصالح للشرب والذي تم بناءه بوسط قرية MATOUFA الواقعة جنوب مدينة Foumban، حيث تحركت أيدي المحبة وجوارح الإخاء كسوابق مبادرات فقراء الطريقة الكركرية بالكاميرون التي عنت بالجانب البيئي والثقافي الاجتماعي في تحقيق حلم أهالي هذه القرية من دفع مشاق رحلات أطفالهم اليومية بحثا عن مصادر المياه وعجزهم على تحمل مخاطر الطريق ونوبات الطقس على التي يتعرضون لها على مدار العام ، إضافة إلى الأمراض التي يتعرض لها الصغار والعجزة المتنقلة عن المياه الملوّثة والمتغيّرة.
مبادرة تنضاف إلى سلسلة من إسهامات الزاوية الكركرية الإيجابية و البناءة في القارة الإفريقية للمضي نحو تعزيز الحلول البديلة والجوهرية لتحقيق سبل الارتقاء وتصعيد سير التنمية عبر محاور،والتي وجد لها محيط مريدي الزاوية الكركرية في الدول الإفريقية نفسا إحيائي لمعالم الفطرة الإنسانية القويمة التي تدفع بالفرد إلى العمل للنهوض وازدياد الخير، ليتلقى عنها مريدو جمهورية الكاميرون جمّ الاعتراف والتقدير للتربية الكركرية المتلقاة عن الشيخ مولانا سيدي محمد فوزي الكركري قدس الله سرّه والتي تفضي بالسالك إلى تزكية نفسه بتعظيم حق غيره وخدمة صالح آجله بتلبية عاجل حاجيات الخلق والعمل في كل هذا على مراقبة الحق .