روى سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قَال: {مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْياً أَوْحَى الله إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
إنّ المتتبّع لمبادرات الزاوية الكركرية في القارة الإفريقية وغيرها من البلدان في أرجاء المعمور يلمس ذلك الطابع الخصوصي الذي يشد مريديها إلى الاعتناء بالجانب الأخص والعنصر الأهم من حيث حاجة المحيط الاجتماعي سدّا لثغرة الضعف وتقوية لمسار مرحلة تأهيلها التنموي ، بدءا من البعد الاقتصادي والبيئي مرورا على الرعاية الصحية والحالة النفسية إلى ذلكم الملمح الإنساني الثقافي والتربوي لتشكل باقة مختلفا ألوانها من مقومات علم التنمية البشرية تسقى من عين مدينة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بالسند المتصل تربية وتزكية وترقية إلى حضرة الشيخ سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سره.
من هذا المورد سقي فقراء الزاوية الكركرية بجمهورية البنين لمّا اختلجت صدورهم نفحات نور الإيمان ومواهب علوم الرحمن تلقيّا عن حضرة الشيخ فهما وتأصيلا ، فبادروا إلى أوّل سببيّة رفعة الأمّة وشطر متمسك حبل العصمة بعدما أخذوا بوصية المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في العترة .
إثر هذا شهدت اليوم قرية SAWO التابعة لمدينة Dassa بجمهورية بنين مبادرة أخرى افتتح بها مريدو الزاوية الكركرية مساهماتهم حيث تم توزيع الحصّة الأولى من المصاحف الشريفة المفسّرة على المدرسة القرآنية التابعة للقرية والتي تضم عددا مهمّا من الأطفال و الشباب ذكورا وإناثا عمل حملة كتاب الله من شيوخ العلم ومريدي الطريقة الكركرية على تنشئتهم عليه حفظا وفهما وتدبّرا اتباعا لطريق الهدي واقتفاء لأثر الارتقاء والرفعة وتحصينا من براثن التشدد والجهل برسالة الوسطية والاعتدال.
مبادرة شكر لها شيوخ التعليم والتلقين فكرتها و مسارها الإيجابي المؤثر في الزمن والمكان وأشادوا بالتربية الوثيقة التي عدلت سلوك الكثير من الشباب حتى أقامتهم في خدمة كتاب الله وحملته والتي أثمرها اهتمام الشيخ مولانا محمد فوزي الكركري قدس الله سرّه للشأن الإفريقي الأخلاقي والتوعوي والتربوي والذي لا تستقيم قناة المحيط الاجتماعي تطورا وتنمية إلا بمعالجته.
مساهمة أوليّة لفقراء الزاوية الكركرية بجمهوية بنين والذين لاح ظهورهم بالتعرّض لمربط حبل الإصلاح عضّا على توصيات الشيخ مولانا محمد فوزي الكركري قدس الله سره رجوعا للقرآن واستمساكا به عملا وسلوكا يوميا لاستمطار المعاني الحقانيّة التي احتواها الرسم المقدّس والتي مظهرها أفعال سيد الوجود المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.