الطريقة الكركرية بسريلانكا ومنظومة التنمية البشرية
إنّ ما أتى به الدين الحنيف من رحيق علوم التنمية لإخراج الإنسانية كافة من ظلمة العيش السلبية إلى نور الحياة الطيبة ،هو المنهج الفطري الذي يستقيم به العالم المنظور بجميع مكونات عوالمه الحية على كنه الخلق الأول فيعرج بها في طريق ذوق المعرفة وفن الإبداع ومهارة الابتكار لتطوير آليات التنمية بغرض تحقيق السعادة الأخروية بالرحمة الربانية الدنيوية .
ومن أهم مجالات التنمية البشرية التي اهتم لها الإسلام هو ذلكم المجال التربوي،المقعّد الأساسي للحالة النفسية السوية عند العنصر البشري والمؤهل الخام في المجال التعليمي الإيجابي والذي ينتج عن حسن استثماره تحسين مكسب العلاقة الاجتماعية المتماسكة والبنية الاقتصادية الهادفة وتطويرهما انطلاقا من عملية إصلاح وتكوين الفرد ،جوهرة المحيط الذاتي ومنفذ الارتقاء الخارجي ، فكان من أوضح مبادئ التشريع وأسسه التي عمل المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم على إرساء قواعدها في المجتمع ،الاهتمام بالفئة المستضعفة وتطوير قابليتها في الانخراط وتقوية مسار قدرتها على مواكبة وصنع الحدث وتسخير كل الإمكانيات المتاحة لأجل ذلك ، فرفع قدرها وحرّج حقها وأوجب لها حقوق الرعاية حتى تنشأ في المناخ القويم الذي يكفل ثمرة النضج الفكري والروحي والوجداني والجسمي.
بهذا المذهب النبويّ القويم التفت مريدو الزاوية الكركرية بجمهورية سريلانكا إلى إخوانهم اليتامى في مدينة PUTTALAM حيث قاموا بمبادرة إنسانية تربوية عنت بإقامة حفل ثقافي ترفيهي تم فيه توزيع جديد الأحذية و المآزر والأدوات المدرسية على ما فاق مائة يتيم إناثا وذكورا استفادوا من فترات المسابقات الثقافية والإرشادات التربوية والهدايا التي أدخلت عليهم فرحة العام الجديد بعد نكبات السنة الفارطة فرسمت ابتسامات التفاؤل وإعادة ملامح الثقة وأواصر التعاون والمحبة الإنسانية .
هكذا جدّد مولانا شيخ الطريقة الكركرية سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه معالم التصوف ومنهاج السير إلى الله بنور المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في قلوب المريدين بين بحري تحقيق العلم بالقرآن وتصديقه بالعمل في إصلاح العمران ، تربية دينية أدرك معانيها الربانية فقراء الزاوية الكركرية في أقطار العالم فكان دافعا قويّا لتحوير الخطاب العميق في معنى الانتماء إلى الجنس البشري وفقه معنى الاصطفاء للدخول في أمة سيد الأنبياء والرسل المصطفى العدناني ، مما أثمر عن دروس سيدنا الشيخ قدس الله سره اليومية ثمرات التأهيل لمراتب الخيرية قولا وفعلا يشهد له المحيط الاجتماعي لفقراء الزاوية الكركرية في كل مكان ، كما كان الحال لدى أهالي مدينة PUTTALAM الذين أشادوا بعد شكرهم وتقديرهم لشيخ الزاوية الكركرية سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه بالدور الكبير الذي لعبته التربية الكركرية الروحية في تأطير الشباب واستصلاحهم ذواتهم باتساع مدارك العقل والفكر بالذكر والتي استأصلت مفاهيم التشدد والغلوّ والتطرّف فصار بذلك أبناء المنطقة ورجالها رحمة على أنفسهم و ذويهم.
مبادرة ناجحة هي الثالثة من نوعها في هذا القطر الجنوبي من آسيا والذي خطت فيه الزاوية الكركرية بأيدي مريديها السالكين تحقيقا قول رب العزة والجلال ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ”.