قال تعالى عز وجلّ ” إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ‘‘ هود 88
قام صَرْحُ الحضارة الإسلامية على نضج ثمرة إنصلاح الفرد الذي مثّل عنصر الفعالية وعامل خدمة الدين والمجتمع والطبيعة والذي بصلاحه تؤدى الرسالة التي خلق لأجلها في الحياة دون التفات لمثبطات الهمّة وملهيات الأمّة ،فكان من مبادئ نضج هذه الإرادة الدخول على مدينة العلم والمعرفة التي تضمن مسار تنمية القدرات والمهارات ومواكبة صور التحديات التي من شأنها رفع القدرة البشرية لأجل هدف تحقيق مرتبة النفع والصالح العام الكوني المطلوب.
على نسق هذه المنظومة كان أعلى حرص الإسلام تنمية المورد البشري في كل مراتب إدراكه وردود أفعاله حتى يصير إلى مقام الإحسان في شتى مناحي تسخير ما خلقه الله في السماوات والأرض ” أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً” لقمان 20
وإن ممّا وصل إليه العقل البشري في استثمار الطاقة الكونية من خراج الأرض إلى سقف السماء والذي صار ينظر وتنظم لأجله المحافل الدولية كونه إشعاعا بيئيا يحافظ به على الطبيعة ورهان استمرارية الإنسان على وجه البسيطة ، ألا وهو التوجه نحو مشاريع الطاقة الخضراء.
استمرارية لمشروع إفريقيا الخضراء والتي دأبت الزاوية الكركرية المشاركة فيها والمسارعة إلى تحقيقها عن طريق مريديها في دول إفريقيا سعيا للنهوض بطاقات أهلها والرفع من همة خدمة وطنهم وإصلاح أنفسهم ، وعليه قام مريدو الزاوية الكركرية بجمهورية غانا وحديدا بقرية BANFORA بمبادرة اجتماعية بيئية تمثلت في توزيع أكثر من مائة مصباح شمسي على أطفال القرية المهمشة مخوّلا لهم إمكانية الدراسة ليلا مع تمرير ملمح تربية الأطفال على تعظيم كبار السن وذلك بإهداء مصباح الطاقة الشمسية ذي الحجم الكبير لزعيم القرية حتى يستطيع به القيام بما تفرضه الحراسة الليلية والتنقل مراعاتا لشؤون وحاجيات الأهالي.
مبادرة نوعية تسير من خلالها الزاوية الكركرية بإفريقيا وفق مسار صادق نحو تحقيق الثقة والعزة الإفريقية بالتآزر والتلاحم وسدّ خلل الحاجة بالتكافل والتكتل نحو غد مشرق وحياة طيبة ، رئيت ثمارها في الأشهر الماضية كما الآن حيث أوسعت المساهمة صدور أهالي القرية فرحا للاهتمام بما هو أصل في العجز مع ما بذل من حفاوة مريدي الزاوية الكركرية بغانا بطبقات محيطهم الاجتماعي وتشبتهم بالقيم الفطرية الناسخة لصور التعصب والتشدد والانحراف والإهمال فرسّخوا رسم سماحة الدين الإسلامي وصبوه لإسعاد الناس وتنمية حياتهم بما قد أخذوه عن تربية الشيخ سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سرّه لهم وما زالوا يتلقونه عن دروسه اليومية المترجمة إلى اللغات الحية والتي تحمل ركائز الانصلاح الفردي وعماد النهوض الاجتماعي بعوائد المنفعة العامة وقواعد المحبة التامة.