سلوك التزكية بالتنمية عند مريدي الزاوية الكركرية بمدغشقر
يقول مولانا جلّت قدرته في عظيم قرآنه ”مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” 97 النحل
إن رمز عظمة الإسلام وجسمه الناطق عن لب القلب الذي يحوي ثمرة علم الإيمان هو ذلكم العمل الذي أقام عماد الحضارة ونشر الخير وبسط المحبّة في قلوب الناس فكانت له تمثلات حسب قوالب الزمان والمكان والحاجة ، عدلا ارتضاه العالمون وإبداعا فكريا وعلميا كان أصل العصر الذهبي وذروة سنام المجد الأخلاقي وقيم معاملات أخذت الحظ الوافر من فعل وقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان شعار الإسلام الأسمى وحقيقة الإيمان المصدّق ليقين المعنى العمل الصالح .
آيات بيّنات افتتحت الموضوع أشادت بالعمل الصالح وحفزت إلى كسبه والتسابق إليه مساوية فيه بين الذكر والأنثى بشرط الإيمان المنزِّهِ حقيقة المومن كيفما كان جنسه ولونه عن حدوثية لبنة الأفكار السقيمة والثقافة اللقيطة والعادات السيئة التي تهدم للإنسان معناه الأصلي المتعالي عن دركات الاحتكار والعنصرية ، لترتقي به من المعاني الباطنة التي تَوَّجَت وعاء فهمه إلى حياة طيبة ظاهرة تشهد فيها سائر جوارحه يقين العين والعلم الذي دعا إليه الحق من عرشية صلاح القلب.
هكذا ألف مريدو الزاوية الكركرية بمدغشقر مع أوّل أخذهم عهد السلوك عن سيدنا الشيخ المربي مولانا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه وجلوسهم إلى مذاكراته وترقيته مدارك فهمهم وسبره أغوار قوالبهم وإصلاحها ، حتى عادوا بين الفينة والأخرى يكدّون رهبانا بالليل يتذوقون طعم القرآن بنور العدنان وفرسانا بالنهار يصلحون صور محيطهم الإنساني بعصب التنمية وبريد المحبة ، فبعد احتفالات المولد وتوالي المبادرات البيئية والاجتماعية تقدم اليوم المريدون الملغاشيون وفي طلعتهم المريدة السيدة Lalla Mariane Mohamed بمساهمة أخرى همّت القطاع الصحي والبيئي تحديدا في منطقة Antsogobory والتي لا تبعد كثيرا عن قرية Tsianaloka بمدينة Tuléar حيث شهدت هي الأخرى في جوّ من الإيمان والفرح حفل تدشين بئر الماء الصالح للشرب والذي تم من خلاله تقريب منفذ المياه الجوفية العذبة وتفعيل أمان الوصول إليها دونما إكراهات ،عملا بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ” مَنْ حَفَرَ مَاءً لَمْ يَشْرَبْ مِنْهُ كَبِدٌ حَرَّى مِنْ جِنٍّ وَلاَ إِنْسٍ وَلاَ طَائِرٍ إِلاَّ آجَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ’
مبادرة تشدّ من أزر مثيلاتها في جمهورية سطع نجم نهج التربية الدينية بمشربه الكركري وظهرت فيها نجاعة السلوك القويم أخذا عن الشيخ الحي في تغيير الفرد وإصلاح منظومته الأخلاقية والسلوكية ،الأمر الذي ما فتئت الزاوية الكركرية بالعروي تتوصل به بين الحين والآخر من رسائل الشكر والتقدير عن زعماء القبائل ومسئولي القرى ورؤساء الجمعيات والفاعلين المدنيين في حق شيخ الطريقة ومربيها مولانا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه وما يبذله في تعديل دلالة الإصلاح وتزكية نفوس المريدين حتى تعلو لفهم حقائق الحنيفية السمحة وجوهر العبادة على نور وبصيرة تقفّيا أثر سيد الأولين والآخرين القائل ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ”