أفق التآزر الإنساني بنور التربية الكركرية الإحساني
يقول سيدنا المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام فيما روي في الصحيحين: (مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفهم مَثَلُ الجَسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تَداعى له سائرُ الجَسد بالسَّهر والحُمَّى) ( المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ثُمَّ شَبَّكَ بيْنَ أصابِعِهِ ).
جعل الله دينه الإسلام الشريعة الخاتمة الجامعة لأسمى صور الرقي الإنساني المنبثق عن جمعية الوحي السماوي، والذي مجلاه من كان قرآنا يمشي ، سياحة في سلوك شعب آفاق التعارف حتى أقام له صرح الدلالة العظمى في قوله ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” ، فكان ارتباط الحضارة الإسلامية رهينا بهذا الانفتاح والاندماج الكلّي على الآخر حسّا ومعنى ، تستشف منه البشرية عنصر الارتقاء بالمجتمع والأمم مما يساهم في تقدمّها بما يحققه من رضا و ثقة ومحبة وسلام.
من مشكاة هذا الذوق السلوكي، أضحى فقراء الطريقة الكركرية بنور الله الموقد في قلوبهم تطوى لهم مسافات البين وترفع دونهم حجب العين فصاروا يبذلون أينما حلّوا سبل الإصلاح يبتغون في ذلك رضا الله والصلاح سيرا على نهج التربية السلوكية القويمة التي شقّها وقعّد أصولها شيخ الزاوية الكركرية سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه ، حيث ما لبث أن سمع مريدو الزاوية الكركرية بالفلبين بحادث إعصار ulysses المدمّر والذي تعرضت له الكثير من المدن الفلبينية والتي دمّر بعضها ، حتى هرعوا إلى تقديم المساعدات المادية والمعنوية كواجب وطني وحسّ إنساني وسلوك ديني خلقه فتق مدارك فهمهم عظيم قدر الحقيقة الإنسانية مع دخولهم الطريقة الكركرية ، ليلحق بركبهم مريدو الزاوية الكركرية بالبرازيل تنسيقا مع الزاوية الكركرية الأم بمدينة العروي مساهمة في تنظيم مبادرة مشهودة بمنطقة TUMANA الواقعة في مدينة MARIKIN الواقعة شرق MANIL عاصمة جمهورية الفيليبين ، حيث تم توزيع حصص مهمة من المؤن الغذائية التي حوت كل المواد الأساسية لسدّ حاجيات المتضررين من الإعصار الأخير المدمّر ، وذلك في جوّ من الاحتراز للتدابير الصحية الوقائية التي تشهدها جمهورية الفلبين خلال الأزمة الوبائية لكوفيد 19 .
مبادرة حضرها بعض مريدي الزاوية الكركرية بالفلبين و فاعلين مثلوا فقراء الزاوية الكركرية بالبرازيل وهيئات حقوقية وجمعيات مدنية أعربت عن شكرها الجزيل وفرحها العميق بهذه الإلتفاتة التي اجتمع لأجل تفعيلها همم المسلمين من مختلف القارات على قلب الرجل الواحد المتجسد في شيخ الزاوية الكركرية مولانا محمد فوزي الكركري ،والذي حصل تقدير ساكنة جمهورية الفلبين نتيجة ثمار تربيته مريديه على المحبة ونفع الصالح العام وبذل الخير على اختلاف آيات الألوان والألسن والثقافات .
تقدير آخر ، حازه مريدو الزاوية الكركرية ليكون من جهة تشريفا لهم على نجاحهم في العمل بالعلم ومن جهة أخرى لواء فخر للمملكة المغربية الشريفة وما تثمره الزاوية الكركرية على يد شيخها المربي مولانا محمد فوزي الكركري قدس الله سرّه من زرع بذور التربية الدينية المؤصلة لقيم المحبة والتعاون والانفتاح على الخلق بالعلم بالحقّ، الماحقة للأفكار المتشددة والسلوكيات الدخيلة على دين الحنيفية السمحة سيرا وراء خطى عاهل المملكة الشريفة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله و نداءه القويم لإصلاح وتجديد الخطاب الديني وتفعيل التربية الدينية .