الانفتاح التنموي عند مريدي الطريقة الكركرية بالفلبين
يقول الحق تعالى في محكم الذكر” أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ” لقمان 20
تقوم الطريقة الكركرية في منهج سلوكها بالمريد على الكتاب والسنة اللذان لا ينفكان مع سند العترة المطهرة عن صراط الهدي وطريق الرشاد المخرج من ظلمات الجهل والظلم إلى نور العلم والمعرفة والأخلاق النبوية الحميدة ، وبهذا لايزال يثمر أثر الإتباع على بصيرة في قلوب المريدين ذلكم الجواب التقديري الذي ينسخه السالك بأفعاله وأقواله ومعاملاته حسب درجة تنزل الاستفهام القرآني في وعاء وعيه الروحي .
على هذا اقتضى فهم مريدي الزاوية الكركرية بجمهورية الفلبين للآية التي ترفع من وعي الإنسان بالعالم البيئي على امتداد آفاقه ومكنون أسراره ،موصية إياه بإحسان استثمار تلك الإحاطة الكونية وخاصة منها الموارد الطبيعية الظاهرة والمتحولة واستخدامها في المنفعة والصالح العام الذي يرمّم صور خلافة التشريف ويشحذ مسؤولية التكليف الداعي إلى المحافظة على المبادئ الفطرية والتعاليم المؤصلة لمفهوم الاستدامة و التعايش مع نسيج الكون ومخلوقاته بانسجام تام ،حيث يمكنه الانتفاع بما خلق الله وسخره له من خيرات دون إسراف أو تبذير لأنها ليست خاصة به دون المجتمع والأجيال اللاحقة .فكان عليه بهذا اتخاذ جميع الخطوات والتدابير اللازمة لضمان حفظ وصيانة وحماية تلك الممتلكات الكونية والتأكد من تمريرها إلى الأجيال اللاحقة بأفضل شكل ممكن قصد الانتفاع وتطوير أشكاله وسبله لمواجهة العديد من التحديات البيئية التي تواجه الجنس البشري .
تبعا لهذه الرؤية الأخلاقية وكما سبق لمريدي الزاوية الكركرية بجمهورية الفلبين الانفتاح على مجال الطاقة الخضراء في مبادراتهم بمنطقة KAKAL بمحافظة Maguindanao ،على نفس النسق تم اليوم وفي قرية DUNGOS عملية توزيع 10 ألواح شمسية على سكان القرية حتى يستطيعوا من خلالها الحصول على مورد الكهرباء ليستفيدوا من الإنارة في المنازل وتفعيل نظام أجهزة الضوء التي تعمل على الحدّ من هجمات الأفاعي والثعابين وصدّها عن القيام بمهاجمة مزرعة تربية الكتاكيت والدواجن، كما سيسمح لأهالي قرية DUNGOS الذين التحقوا مؤخرا بالطريقة الكركرية بشحن هواتفهم لولوج مواقع الطريقة وصفحات التواصل الاجتماعي الرسمية لها لتتبع الدروس المترجمة لسيدنا الشيخ قدس الله سره ومواكبة دروس السير والسلوك وأنشطة الزاوية الكركرية التي حصل بها لمريدي جمهورية الفلبين التغيير الإيجابي فكان دعوة للإنصلاح الفردي نشرا للمحبة وإشعاعا لقيم التسامح و الرقي الإنساني.
مساهمة تنموية بيئية أخرى تحمل راية ” مشروع الطاقة الخضراء” تتخلل طياتها كل مظاهر وأبعاد تحقيق المنفعة العامة والإصلاح التشاركي والذي نجح فيه وفي القرية الثالثة مريدو الزاوية الكركرية في إظهار نجاح الجانب التربوي التفاعلي الذي أثمره نهج السلوك الصوفي بهمة شيخ التربية والترقية سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سره والذي عبّر له أهالي القرية في رسالة الشكر عن مدى فرحهم وسعادتهم به قدس الله سره جهوده المبذولة لرفع همة المسلمين إلى مطمح سعادة الدارين تحقيقا لقوله سبحانه وتعالى ” إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ”.