توالي ذوقية الإحسان بإصلاح مظهر العمران عند مريدي الزاوية الكركرية بالنيجر
يقول الله تعالى عزّ وجلّ ” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ” التوبة 205.
من المسلّمات التي لا يختلف عليها اثنان أنه لا حياة بدون ماء، قال رب العزة والجلال ” وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ” الأنبياء 30 ، فكان تبعا لهذا أساس استمرارية مظهر الحياة على وجه البسيطة وخصوصا مع مزيد تكاثر العنصر البشري وغيره من الكائنات الحية التي استفحل معهما الحاجة للتنقيب عنه والتحول والرحيل لأجله خاصة في المناطق التي تعرف ندرة في مصادره السطحية .
إلى هذا الواقع جنح توجّه مريدي الزاوية الكركرية بجمهورية النيجر في تفعيل سلوكهم العرفاني القائمة بعض زواياه في الطريقة الكركرية على حكمة الشيخ المربي مولانا سيدي محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه ” الهِدَايَةُ عِنَايَةُ الأَزَل يُلْحِقُكَ بِهَا رَفِيقُ العَمَل ” تحويرا لمشروع التنمية المستدامة والتي لا تتأتى في محيطهم الإنساني إلا بضمان وتحسين قدرة وصول الأطفال وذوي القدرات المحدودة للاحتياجات الرئيسية المتمثل عمادها في عنصر المياه المأمونة والصالحة للشرب دونما الحاجة لبذل الجهد في تحسين جودتها بما لا يتوفر عادة في أغلب القرى المهمشة مع رفع مشقة الرحلة في طلب مواردها باستهلاك الدواب وهدر الوقت وتكبّد بعض المشاكل والآفات الناجمة عن ذاك .
تقديرا لما سلف وتوسيعا لرقعة البناء وتقوية منظومة إحداث النفع والإصلاح الذي تولاّه مريدو الزاوية الكركرية بجمهورية النيجر مع أول مبادراتهم البيئية ورعايتهم الصحية التي تمثلت في حفر بئر الماء الصالح للشرب بمنطقة MARADI في جنوب النيجر وتحديدا في قرية KABAWA, ليسدل الستار على مدينة Tillabéri ثاني محطة وطئتها أقدام سالكي طريق التزكية والترقية والتي شهدت فيها قرية KIRTACHI GANDA TCHE تدشينا لثاني بئر الماء الصالح للشرب والذي تم حفره في المنطقة الجامعة لأقطار ساكنة القرية ، ليكون أثرا إيجابيا فاعلا في إحداث التنمية وخطوة رئيسية في مشروع توفير الوقت والطاقة ومسايرة لمبادرة محاربة الأمراض المتنقلة إلى الإنسان و الحيوان عبر المياه كالكوليرا والتيفويد ، والنزلات المعوية ، والالتهاب الكبدي الوبائي وغيرها من مسببات الوفاة المبكرة لدى الأطفال ، ليتجلى عنها تحقيق المقصد الثاني من الكليات الخمس للدين والذي هو حفظ النفس ، ثم توثيق عرى حب الوطن وإحياء همم السعي لبناء صرح القارة السمراء .
مبادرة إيجابية تركت بصمة منهاج التربية الكركرية وشهود أثرها في التحول الذاتي الإصلاحي و تجليه الواقعي في سلوك الفرد على بساط المحيط الاجتماعي ليكون ثمرته فتح مصراعي باب السعادة ووسم الفرح على محيّا المستفيدين كمثل أجواء البشرى والفرح التي عاشها أهالي قرية KIRTACHI GANDA TCHE الذي أعرب زعيمها في رسالته إلى شيخ الزاوية الكركرية سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه عن مدى شكره وتقديره لجهود مريدي الزاوية الكركرية في تفعيل خطوات البرّ والخير، والذي لا يمكن أن يكون إلا نتاج تربيته القويمة والمؤصّلة التي زادها المحبّة وعنوانها نشر وتحقيق السلام.