الزاوية الكركرية بمدغشقر وخدمة القرآن حفظا وتدبّرا
يقول الله تعالى في محكم الذكر ” إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ” الاسراء 9
أخرج الإمام أحمد وغيره بسند صحيح أن سيدنا علي رضي الله عنه وكرّم وجهه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ”خياركم من تعلم القرآن وعلمه”.
هبّت نفحات فيض الرحمة المحمدية مع حلول شهر ربيع الأنوار حيث ما كادت تظلّ ذكرى مولد سيد الأنبياء والمرسلين مولانا محمد صلى الله عليه وسلم ربوع جمهورية مدغشقر مع مظهر من مظاهر التوفيق في إنفاذ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم باليتيم وذلك بإدخال مريدي الزاوية الكركرية بمدينة Tuléar الفرح والسرور على الطفلة اليتيمة ساروبيدي من خلال مبادرتهم الإنسانية ذات الهدف الاجتماعي والتوعوي حتى توجت صورة الإحسان بمبادرة خدمة القرآن ونشر علومه حفظا وعملا وتدبّرا.
ففي ليلة ذكرى المولد النبوي التي صادفت الثامن والعشرين من شهر أكتوبر قام مريدو الزاوية الكركرية بافتتاح أوّل مدرسة قرآنية بقرية Betaritarikaفي مدينة Tuléar المبنية باسم الطريقة الكركرية والتي اختير أن يطلق عليها اسم مدرسة المحجّة البيضاء لتعليم القرآن ونشر علومه والتي تضم فصلين مستوعبين لأكثر من مائة متعلّم.
نفيد علما أن هذا الافتتاح المشهود حضره عمدة مدينة Tuléar وجمع غفير من أعيان المنطقة وأبناء الأهالي الذين عمدوا للانخراط في سلك حملة القرآن الداعين إلى صراط الله المستقيم على بصيرة بكتابه المبين ونور سيد المرسلين الموقد قبضة نورانية في قلوب العاشقين للحضرة الأقدسية بالسند الصحيح المتصل من حضرة سيد الوجود إلى شيخ الوقت المربي العارف مولانا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه .
شهدت مراسيم الافتتاح مأدبة غذاء اجتمع عليها بالفرح والسرور الحضور مع وقفات المديح والسماع وتأدية الأصل الثالث من أصول الطريقة الكركرية والذي هو العمارة الصوفية ختم عليها الاحتفال برفع الدعاء لملك المغرب أمير المؤمينن جلالة الملك مولانا محمد السادس نصره الله الذي أظهر الله في زمانه ومن خير بلاده وأمنها هذا الأفق الإشعاعي للتربية الدينية والتي تجلت في قرية مدينة توليار على يد شيخ الطريقة الكركرية ومربيها سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سره والذي توصل برسالة شكر وتقدير على رعايته لهذه المصالح والشؤون التي من شأنها إصلاح وتزكية النفوس والرقي بالذكاء الروحي الإفريقي و تنمية الواقع الاجتماعي .