بسم الله الرحمن الرحيم ” قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ” الآية 58 يونس .
تختلف عامة ألوان الاحتفالات حسب عادات البلدان وأعراق الأجناس ومشارب الثقافات و وتوجهات الأهداف لتتخذ ذكرى المولد النبوي الشريف عند أهل الله وأحبابه أبعادا ذوقية وتربوية تعرج بالسالكين في سنا آفاق السيرة المطهرة علما مؤصلا وحالا محصلا وعملا مواصلا لتعلو همم الطالبين لكمال الإيمان وجدا وفناءا في سيد المرسلين بين برزخي الإمداد على قدر الاستعداد بمطرقة الحقائق وفيض مواهب الإحسان و سندان الشريعة وأدب التخلق بشعب الإيمان، ليكون من أهمّ ثمار نفحات ذكرى مولده الشريف صلى الله عليه وسلم تجديد الولادة القلبية بتجديد البيعة الربانية تحت الشجرة الرضوانية ، وكما قال الأعرابي ” ذُقْ وَلَا تَسَلْ عَنِ العَسَلِ ” .
على هذا الذوق السلوكي ، وبعد نجاح مريدي الطريقة الكركرية بجمهورية الفلبين عند منطقة KAKAL محافظة Maguindanao في تفعيل سيرهم إلى الله على نهج تربية الشيخ سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سرّه ذكرا ومذاكرة ونشرا للمحبة ونفعا لمحيطهم بإصلاح النفس وتعظيم الغير وتطويرهم كثيرا من أشكال المنحى الاجتماعي باعتماد التكافل والتآزر و توثيق عرى الإيمان جودا وإيجادا للحلول التنموية التي جلاها حب نور الحق عندما تمكن من القلوب فمحق الأنا ، وعلى نفس الأثر تبرّكا بذكرى ميلاد خير البشر صلى الله عليه وسلم بادر إخوانهم من المريدين ساكني قرية Badak غرب أندونيسيا باستفتاح نفحات الخير بمساهمة من نوع اجتماعي تضامني حيث عملوا على توزيع مؤن غذائية حاوية للمواد الأساسية على أهالي القرية الصغيرة التي تضم ما يناهز الخمسين عائلة والتي ينتظر فيها أغلب سكانها تجديد المصافحة وتلقين عهد الصحبة مع شيخ الطريقة الكركرية سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سره لما عاينوه من الأنس بالله وخشوع القلب في الذكر بالورد المبارك المأذون انتظارا لشهود نور الحق عند أوّل لقاء لهم سيجمعهم مباشرة خلال أيام ذكرى المولد السعيد ليلحق سير الفقراء الخلف بمن سعد ممن سبقهم من السلف نشرا للسلوك الديني السني الذي ينبذ كل أشكال العنف والجهل والتطرف ويسعى لنشر المحبة والعلم والإخاء بالنور المحمدي ورحمة المصطفى صلى الله عليه وسلم في العالمين تأولا لقوله تعالى ” وأشرقت الأرض بنور ربها ”.
مبادرة أثمرت فرحا مشهودا عند جموع أهالي القرية الذين أعربوا عن منتهى الإحساس بالفخر للانتماء لهذا الدين الإسلامي في بعده الروحي الذي يكسر أبعاد المادّة ويحيي معالم التشريف لصرح الإنسان الكائن بروحه وعقله ، منوهين شكرا وتقديرا بجهود الشيخ سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سرّه الذي ما فتئ يربي المربين ويرقيهم وينصحهم ويذاكرهم بعد الذكر ويدعو الله لهم ويأذن بركة وتوجيها وإرشادا إلى مثل هذه المبادرة التي تساند مثيلاتها في إثراء جهود مريدي الزاوية الكركرية وسعيهم الحثيث في إصلاح ذواتهم ومحيطهم البيئي والاجتماعي والاقتصادي بالأداة الدينية التي جوهرها مقام الإحسان المعبّر عنه بالسير إلى الله بالعبودية الطوعية تبعا لشريعة الإسلام على بصيرة شهود نور الحق بحقائق الإيمان .