الزاوية الكركرية بالفلبين وإصلاح العمران بسلوك الإحسان

الزاوية الكركرية بالفلبين وإصلاح العمران بسلوك الإحسان

يقول الله تعالى في سورة  المؤمنون  الآية 18 ”  وأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِى الأَرْضِ “، وَيَقُولُ عَزّ من قائل  في الآية 267 من سورة البقرة ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ” .

إنّ الذاكِرَ لله بِأَحْرُفِ آيِ القُرْآنِ الذِي هُوَ رَسْمُ كَلَامِهِ،يُسْرَى بِهِ سَاعَةً مُتَأَمِّلًا وَمُتَدَبِّرًا فِي آيَاتِ الكِتَابِ المَسْطور ثُمَّ يُعْرَجُ بِهِ أُخْرَى مُتَفَكَّرًا بِصِفَةِ نُورِ الحَقِّ سَمْعًا وَبَصَرًا فِي آفَاقِ المَنْظُورِ لِشُهُودِ شِدَّةِ الظُّهُور،كِتَابًا مَرْقُومًا مَكْنُونُهُ فِي مَوَاقِعِ نُجُومِ الاهْتِدَاءِ وَالتِي لَا يَمَسُّهَا إِلّا الأبْرَارُ المُطَهَّرُون، كلامٌ قَدِيمٌ أزَلِيٌّ أنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ والمَلائِكَةُ يَشْهَدُون،أَحْيَى بِهِ رُفَاتَ العَدَمْ فَآمَنَ مِنْهُمْ بِنُورِهِ وَآخَرُونَ بِالجَوَارِحِ أَسْلَمْ،ثُمَّ لَمَّا أَعْوَزَ مَنْ لَمْ يَشْهَدْ لَهُ بذلك فِي عَالَمِ الأَمْرِ مِمَّا لَمْ يَرَوْهُ مِنْ عَظِيمِ هَدْيِ الإِيجَادِ وَوَحْيِ الإِمْدَادِ مَثَّلَهُ لَهُمْ سُبْحَانَهُ في عالم ِالخَلْقِ بِالمَاءِ،أَنْزَلَهُ مِنَ السَّمَاءِ رِفْعَةً لِمَكَانَةِ التَّنْزِيهِ ثُمَّ أَسْكَنَهُ فِي الأَرْضِ تَعْظِيمًا لِقَدْرِ التَّشْبِيهِ،حتى اصْطَفَى المُؤْمِنِينَ فِيهِ لِلِائْتِمَارِ بِإِنْفَاقِ ثَمَرَةِ الكَسْبِ نِصَابَ زَكَاةِ مَا أَظْهَرَ مِنَ  الوَهْبِ.

ï من القرآن عِلْمًا ”وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمْ ” إِلَى العُمْرَانِ عَمَلًا ” فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُون :

تقدم مريدو الزاوية الكركرية بجمهورية الفلبين تبعا لمساهماتهم الخيرية السالفة ذات الطابع الاجتماعي و البيئي والتنموي والثقافي اليوم بمبادرة أخرى هدفها المساهمة في حماية الصحة وسدّ العجز التنموي بمنطقة KAKAL بمحافظة Maguindanao حيث قاموا تنسيقا مع الزاوية الكركرية الأم بالعروي بعد حفر وإتمام بناء بئر الماء الصالح للشرب بتدشينه وسط فرح أهالي القرية بثمرة أخرى من ثمار تفاعل الجانب التربوي عند المريدين ونهجهم السلوك الصوفي بهمّة الشيخ المربي سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سره وترقيته المريد لمفاهيم الحياة الطيبة وإخراجه له من ضيق عبارة اللفظ المقرون ثوابه بالآخرة إلى مطلق المعنى المشفوع حصوله بالدنيا ، ممّا أثر إيجابيا في حياة المريدين في العالم بشكل عامّ وعلى وجه التخصيص الفقراء الفلبينيين الذين صيّروا مجامع الذكر مقرونة بمظاهر الرحمة وتجليّاتها في الحياة المعيشية أخلاقا ومعاملات وأذواقا ملموسات.

تعبئة خيرية تدخل في إطار محاربة الأمراض المتنقلة إلى الإنسان والحيوان عبر المياه كالكوليرا والتيفود، والنزلات المعوية ،والالتهاب الكبدي الوبائي وغيرها…الأمر الذي تبعه اعتراف تقدير ورسالة شكر باسم المستفيدين للزاوية الكركرية بالمغرب في شخص شيخها المربّي العارف بالله والدّال عليه سيدنا محمد فوزي الكركري قدس الله سره ،على تعلق اهتمامه بشؤون المريدين وحمله رسالة التربية الدينية المشفوعة بالدعوة للمحبة ونشر السلام والتآخي مع تحميله إيّاهم مسؤولية الإصلاح الذاتي وسط المحيط الأسمائي والفرق الصفاتي ،سبيل تذوق كوثر العرفان تشريفا بعد تكليف فالخلق كلهم عيال الله وأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله.

تأتي هذه المبادرة الطيبة كعنوان شمل إظهار فهم مذاكرة أواخر آي سورة الأنبياء ودور المريد الوجودي كعنصر مؤثر في العوالم الملكية والملكوتية بالسلوك الإيجابي،يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ” مَنْ حَفَرَ مَاءً لَمْ يَشْرَبْ مِنْهُ كَبِدٌ حَرَّى مِنْ جِنٍّ وَلاَ إِنْسٍ وَلاَ طَائِرٍ إِلاَّ آجَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.

 

Exit mobile version