حفر بئر بإسم الشيخ المربي سيدي محمد فوزي الكركري قدس الله سره بجمهورية بورما
التربية الكركرية سلوك عرفاني للرقيّ الإنساني
قال الله تعالى ” وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ”
تتبنى الزاوية الكركرية منهجا تربويا صوفيا يزجّ بالمريد في عوالم معرفة نفسه لإصلاحها وسدّ ثغرات انسياقها وراء أثر الموجودات والرقي بمقام المشاهدة لشهود وحدانية الحق وأفعال المكوّن في الكون ، سلوكا مؤصّلا أثمر على أرضية الرجوع لخيريّة الأمة بإصلاحها خليتها الرامية الأطراف أمرًا منها إليها بالمعروف ونهيًا لها منها عن المنكر صورًا واقعية شهدنا بها عودة الفرد لبناء صرح إنسانيته ذوقا وفهما وترقيا شاملا لمعنى العبادة في الإسلام .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ” فكما وجب إثباتا لحسن استسلام المرء في مقام الإسلام تخلّيه عن مظاهر التعلق بوجوه صور العدم , وجب في الإيمان إثباتا للتحقق من مقامه التخلق ببعض شعبه مع الخلق فناءًا في نور الحقّ كقوله صلى الله عليه وسلّم ”مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إلى جارِهِ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَنْ كانَ يُؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ”.
على هذا قام فقراء الزاوية الكركرية بجمهورية بورما بعد المبادرة الاجتماعية التي عنت بتوزيع قفف المواد الغذائية في مدينة MAUNGDAW غرب الجمهورية والتي لاقت استحسانا وردود فعل إيجابية من طرف العوائل المعوزة والأسر المستفيدة ، ليأتي الدور على مدينة ANN التي شهدت مبادرة المساهمة في التنمية البيئية حيث تم تدشين بئر الماء الصالح للشرب لفائدة أهالي القرية الذين سعدوا بتوفير الجهد والطاقة والوقت الملازم للسقاء ، ليكون هذا مظهرا يتجلى فيه طموح الأقلية المسلمة بالمنطقة وسعيها وراء المساهمة في تشييد عنوان المصلحة البشرية ، تعبئة خيرية تدخل في إطار محاربة الأمراض المتنقلة إلى الإنسان والحيوان عبر المياه كالكوليرا والتيفود، والنزلات المعوية ، والالتهاب الكبدي الوبائي وغيرها…الأمر الذي أشادت به منظمة مجتمع السلام للعناية البشرية بولاية ARAKAN في رسالة شكرها الموجهة إلى شيخ الزاوية الكركرية المربّي سيدنا محمد فوزي الكركري قدّس الله سرّه والمعبّر فيها عن تقديرها لجهوده في التربية والتوجيه الهادفين للنفع والتنمية والإصلاح الذاتي الفردي والتعاون الاجتماعي.
مبادرة تلحق بمثيلاتها في حرص مريدي ومريدات الزاوية الكركرية عبر العالم على التحقق بالتربية والسلوك الديني وتفعيله على أرضية الواقع إظهارا لفهم إشارات وحي القرآن والسنة الداعي للمحبة الكونية و البذل الشمولي وتنبيها لرسائل المولى في تعظيم حقّ الخلق وتكريمه من لدن الحقّ.
سائلين المولى عزّت قدرته أن يلطف بعباده ويشمل برحمته و كريم عفوه الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها وسط ما تعيشه من محن الامتحانات و منح الابتلاءات و أن يرفع عن المغرب و سائر بلاد الإسلام والمسلمين هذا الوباء ويحفظ أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله والأسرة العلوية الشريفة وعامّة الشعب المغربي إنّه سميع قريب مجيب.